كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وقال المؤرج: الدمدمة: إهلاك باستئصال (¬1).
وقال ابن الأعرابي: دمدم: إذا عَذَّب عذابًا تامًا (¬2).
وذكر الزجاج: أصل هذا الحرف، فقال: معنى دمدم: أطبق عليهم العذاب،، يقال: دمدمته على الشيء إذا أطبقت عليه، وكذلك دمدمت عليه القبر وما أشبهه، ويقال: ناقة الله مَدْمُومة أي قد ألْبَسَها الشحم، فإذا كررت الأطباق قلت: دمدمت عليه (¬3). هذا كلامه، ومعنى الدم في اللغة: اللطخ، يقال للشيء السمين كأنها دمَّ بالشحم دمًا (¬4)، فجعل أبو إسحاق "دمدم" من هذا الحرف على التضعيف نحو: {فَكُبْكِبُوا} (¬5) فيجوز أن يكون معنى "فدمدم عليهم" سوي عليهم الأرض (¬6) بأن أهلكهم، فجعلهم تحت التراب، يدل على هذا قوله: "فسواها".
قال عطاء عن ابن عباس: يريد فسوي عليهم الأرض (¬7).
ويجوز أن يكون المعنى: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ} أطبق عليهم العذاب، وعمهم (¬8) به كالشيء الذي يلطخ، فيعم ما يلطخ به، ويكون على هذا معنى
¬__________
(¬1) "الكشف والبيان" 13/ 101 ب، "معالم التنزيل" 4/ 494 وعزاه إلى المؤرج، ولعله خطأ، "زاد المسير" 8/ 259، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 79، "فتح القدير" 5/ 450.
(¬2) "تهذيب اللغة" 14/ 83 (دمم).
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 333 بنحوه.
(¬4) "تهذيب اللغة" 14/ 81 (دمم).
(¬5) سورة الشعراء: 94، قال تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}.
(¬6) ويجوز أن يكون في (أ)، وهو مكرر، وفي غير موضعه.
(¬7) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬8) في (ع): (وعمقهم).

الصفحة 69