كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

ومعنى اليسرى: الخلة اليسرى (¬1)، (وهي الأمر السهل الذي لا يقدر عليه أحد إلا المؤمنون) (¬2)، يسر الله لهم العمل بمرضاته، فتيسر عليه الإنفاق في سبيل الخير، والعمل بالطاعة بتيسير الله ذلك لهم (¬3).
قال المفسرون: نزلت هذه الآيات في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- (¬4)، اشترى منه ستة نفر من المؤمنين كانوا في أيدي أهل مكة يعذبونهم في الله (¬5).

8 - {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} أي بالنفقة في الخير والصدقة (¬6)
{وَاسْتَغْنَى} عن ثواب الله فلم يرغب فيه (¬7).
¬__________
(¬1) في (أ): (الخل اليسرا).
(¬2) ما بين القوسين من قول الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 335.
(¬3) بمعنى هذا القول: ذهب الطبري في: "جامع البيان" 30/ 211، والثعلبي في: "الكشف والبيان" 13/ 103 أ، والماوردي في:"النكت والعيون" 6/ 288.
(¬4) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬5) ورد معنى هذه الآية من طريق عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض أهله عند الطبري في "جامع البيان" 30/ 211، وكذلك "الدر المنثور" 8/ 535 - 536، وعزاه إلى ابن عساكر، وانظر أيضًا: "أسباب النزول" تح. أيمن صالح ص 391، وقال عنه: صحيح صححه الحاكم، وقال عصام الحميدان: وإسناده حسن بشواهده، أسباب النزول: 456، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الحاكم. وانظر شواهده في: "لباب النقول" 230، و"فتح القدير" 5/ 454، كما خرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 525 - 526، كتاب التفسير: تفسير سورة الليل: وقال صحيح، وسكت عنه الذهبي.
(¬6) بمعناه قال ابن عباس، وقتادة انظر: "جامع البيان" 30/ 221 - 222، وبه قال السمرقندي في: "بحر العلوم" 3/ 485، والثعلبي في "الكشف والبيان" 13/ 103 أ، وعزاه ابن الجوزي إلى المفسرين في "زاد المسير" 8/ 264.
(¬7) قال بنحوه الثعلبي في "الكشف والبيان" 13/ 103 أ.

الصفحة 80