كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وهوى، وذكرنا هذا الحرف عند قوله: {وَالْمُتَرَدِّيَةُ} (¬1).

12 - قال الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}.
وفي تفسيره ثلاثة أقوال (¬2):
قال مقاتل: يعني البيان (¬3).
قال أبو إسحاق: أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال (¬4).
وهو قول قتادة: أي على الله البيان: بيان حلاله، وحرامه، وطاعته، ومعصيته (¬5).
¬__________
(¬1) سورة المائدة: 3، ومما جاء في تفسيرها: "المتردية من التردي في اللغة، التهور في مهواة، وقيل في قوله: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} أي سقط في النار، وقال أبو زيد: ردى فلان في القليب تردى، وتردّى من الجبل تَردّيًا، فالترديهَ هي التي يقع من جبل، أو يطيح في بئر، أو يسقط من مكان مشرف، فيموت".
"البسيط" نسخة تشستربتي 2/ 41 أ.
(¬2) وهذه الأقوال لا تخرج عن مراتب الهدى الأربعة، وهي: الهدى العام، وهو هداية كل نفس إلى مصالح معاشها، وما يقيها، وهذا أعم مراتبه.
المرتبة الثانية: الهدى بمعنى البيان والدلالة والتعليم .. إلى آخره، وقد سبق بيانها راجع سورة الإنسان 3.
وعليه فالمرتبة الثانية: هي التي قال بها قتادة، والرابعة: تضمنت قول أبي إسحاق.
(¬3) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "معالم التنزيل" 4/ 496، و"الوسيط" 4/ 505.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 336 بنصه.
(¬5) "جامع البيان" 30/ 226، و"النكت والعيون" 6/ 289، مختصرًا، و"معالم التنزيل" 4/ 496، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 86، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 556 مختصرًا، و"الدر المنثور" 8/ 537، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن =

الصفحة 83