كتاب البواكير

طلاب دمشق
نشرت سنة 1929 (¬1)

انقضى العام المدرسي، وطُويت صفحته في الواقع لتُفتَح صفحته في التاريخ. انقضى العام وغربت شمسه، ولكنها غربت في دمشق على طلاب قد قاموا بالواجب وعملوا في سبيل الله والوطن والأمة.
نظر الطلاب في دمشق، فإذا يدٌ غريبة تلعب بمعارف بلادهم (¬2)، وإذا هي أشبه بالسفينة العظيمة يراها الرائي فيحسب أن لها عقلاً يسوقها وإرادة تسيّرها، ولكنه يقترب منها فيرى شيئاً صغيراً ليس منها في شيء يسوقها ويصرّفها كما يشاء، وهو ربانها!
نظر الطلاب، فإذا جهود عظيمة ومَساعٍ كبيرة تُبذَل لتفرّق
¬__________
(¬1) في مجلة «الفتح»، العدد 158 من السنة الرابعة، الصادر بتاريخ 1/ 8/1929 (25 صفر 1348).
(¬2) وزارة المعارف، وكان مستشارها هو المسيو راجه، الذي وصفه علي الطنطاوي في «الذكريات» بأنه كان في الشام مثل دنلوب المشهور في مصر (مجاهد).

الصفحة 20