كتاب البواكير

في ذكرى مولد فخر الكائنات
نشرت سنة 1929 (¬1)

ما الثورة الفرنسية؟ ما سقوط الدولة الرومانية؟ ما حوادث التاريخ؟ إنه حادث أعظم من التاريخ وأكبر من البشرية؛ إنه ميلاد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قف أيها الفلك ساعة من زمان إجلالاً لهذه الذكرى وإعظاماً لهذا اليوم، وتخشّعي أيتها البشرية، فهذا يومك الذي خُلِّصتِ فيه من ظلمات الجهل وأُطلقتِ فيه من قيود الاستبداد، وليهتف أبناؤك بصوت واحد ترتجّ منه جوانب الأبدية ويردده الدهر في فضاء النهاية: صلى الله على محمد، رسول الله ومخلّص العالم، والله أكبر.
ما كان محمد نبي المسلمين وحدهم، وما كانت هدايته
¬__________
(¬1) نشرت هذه المقالة في مجلة «الفتح»، العدد 160 من السنة الرابعة، الصادر بتاريخ 15/ 8/1929 (10 ربيع الأول 1348). كان علي الطنطاوي في العشرين يومئذ، وقد صدّرَ محب الدين الخطيب بمقالته هذه ذلك العددَ من «الفتح»! وهي منشورة في كتاب «الهيثميات» (مجاهد).

الصفحة 22