كتاب البواكير
ليس في العالم كله مسلم واحد يستطيع أن يمر بهذه الحوادث: حوادث الزِّراية على الإسلام في ثالث مساجده، حوادث الاعتداء على المسلمين في عقر دارهم، ولا تثور في رأسه الحميّة الإسلامية وفي نفسه النخوة العربية، فيغضب لله ويغضب لدينه، وإذن لا يتأخر لحظة واحدة عن أن يبيع نفسه وماله من الله بأنّ له الجنة.
لا والله، ما كان الإسلام أبداً دين ذِلّة وخضوع، وما كان أبداً دين ضعف وعجز، فلا يَغُرَّنّ هذه السنانير من هذا السبع نَومَتُه، فهو والله إن نهض لهم ما أبقى منهم باقية!
ثم ما لهؤلاء اليهود والإسلام، وما لهم وللتهلكة يلقون بأيديهم إليها؟ أم يريدون أن يأذنوا بحرب إذا قامت سُوقها كانوا أولَّ ما يَنْفَق فيها؟ وأنّى لهم بالحرب، وما عرفناهم قطّ أبطالها، وما عرفهم التاريخ إلا ضعافاً خاضعين، راضين بالدنيّة مستسلمين إلى الذلة؟ فليُبقوا على أنفسهم، وليُقلعوا عن غيّهم، وإلا وإنْ لم تَردَعْهم الحكومةُ وتغلّ أيديهم عن الاعتداء علينا، وضعنا أفواهَنا في بوق العالم فصحنا بمُسلميه: "النفيرَ النفير" ... وعندها يعلم الناس أين هي مقبرة العنصر الصهيوني ومتى كان انقراضه!
* * *
هذه كلمة صغيرة، ولكن فيها قوة الحق لا نقصد بها إلاّ إحقاقه، وقوة الإسلام لا نرمي بها إلاّ إلى نصرته. وما على مُحِقٍّ للحق من سبيل.
* * *
الصفحة 27
328