كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم

كما رواه ابن جرير وغيره عن ابن عباس.
الوجه الثاني: أنا لو سلمنا تسليمًا جدليًا أن قوله: {وَمَنْ حَوْلَهَا} لا يتناول إلا القريب من مكة المكرمة -حرسها اللَّه-، كجزيرة العرب مثلًا؛ فإن الآيات الأخر نصت على العموم، كقوله: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان/ ١].
وذكر بعض أفراد العام بحكم العام لا يخصصه عند عامة العلماء، ولم يخالف فيه إلا أبو ثور، وقد قدمنا ذلك واضحًا بأدلته في سورة المائدة.
فالآية على هذا القول كقوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} [الشعراء/ ٢١٤]، فإنه لا يدل على عدم إنذار غيرهم، كما هو واضح. والعلم عند اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [الأنعام/ ٩٩]، وقوله أيضًا: {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [الأنعام/ ١٤١].
أثبت في هاتين الآيتين التشابه للزيتون والرمان، ونفاه عنهما.
والجواب ما قاله قتادة -رحمه اللَّه- من أن المعنى: متشابهًا ورقها مختلفًا طعمها. واللَّه تعالى أعلم.
قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} الآية [الأنعام/ ١٠٣].
هذه الآية الكريمة توهم أن اللَّه تعالى لا يرى بالأبصار.

الصفحة 130