كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم

ياربَّ عبسٍ لا تبارك في أحد ... في قائم منهم ولا في من قعد
إلا الذي قاموا بأطراف المسد
وقول الشاعر -وهو أشهب بن رميلة، وأنشده سيبويه لإطلاق "الذي" وإرادة "الذين"-:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد
وزعم ابن الأنباري أن لفظة "الذي" في بيت أشهب جمع "اللَّذْ" بالسكون، وأن "الذي" في الآية مفرد أريد به الجمع. وكلام سيبويه يرد عليه.
وقول عديل بن الفرخ العجلي:
وبِتُّ أساقي القوم إخوتي الذي ... غوايتهم غيِّي ورشدهم رشدي
وقال بعضهم: المستوقدُ واحدٌ لجماعةِ معه. ولا يخفى ضعفه.
قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} [البقرة/ ١٨].
هذه الآية يدل ظاهرها على أن المنافقين لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يبصرون.
وقد جاء في آيات أخر ما يدل على خلاف ذلك، كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} [البقرة/ ٢٠]، وكقوله: {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} الآية [المنافقون/ ٤]، أي: فصاحتهم وحلاوة ألسنتهم، وقوله: {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب/ ١٩]، إلى غير ذلك من الآيات.

الصفحة 14