كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (٤)} [يوسف/ ٤]، لمَّا كان السجود في الظاهر من خواص العقلاء أجري حكمهم على الشمس والقمر والكواكب لوصفها به.
ونظيره قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (٧١) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣)} [الشعراء/ ٧١ - ٧٣]، فأجرى على الأصنام حكم العقلاء؛ لتنزيل الكفار لها منزلتهم.
ومن هذا المعنى قول قيس بن الملوح:
أسِرْبَ القطا هل من يُعِيرُ جناحَه ... . . . . . . . . .
فإنه لما طلب الإعارة من القطا، وهي من خواص العقلاء، أجرى على القطا اللفظ المختص بالعقلاء لذلك.
ووجه تذكير الجمع: أن السموات والأرض تأنيثها غير حقيقي.
الوجه الثاني: أن المعنى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١)} فيكون فيه تغليب العاقل على غيره.
والأول أظهر عندي. والعلم عند اللَّه تعالى.