كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم

سورة الزخرف
قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} [الزخرف/ ٢٠].
كلامهم هذا حق؛ لأن كفرهم بمشيئة اللَّه الكونية.
وقد صرح اللَّه بأنهم كاذبون، حيث قال: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (٢٠)} [الزخرف/ ٢٠].
وقد قدمنا الجواب واضحا في سورة الأنعام في الكلام على قوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} الآية [الأنعام/ ١٤٨].
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف/ ٨٤].
هذا العطف مع التنكير في هذه الآية يتوهم الجاهل منه تعدد الآلهة، مع أن الآيات القرآنية مصرحة بأنه واحد، كقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد/ ١٩]، وقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} الآية [المائدة/ ٧٣].
والجواب: أن معنى الآية: أنه تعالى معبودُ أهل السموات والأرض. فقوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} أي: معبودٌ وحده في السماء، كما أنه المعبود بالحق في الأرض سبحانه وتعالى.

الصفحة 280