كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم

وقد جاءت آيات كثيرة تدل على الأمر بالتذكير مطلقًا، كقوله: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)} [الغاشية/ ٢١]، وقوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)} [القمر/ الآيات: ١٧].
وأجيب عن هذا بأجوبة كثيرة:
منها: أن في الكلام حذفًا؛ أي: إن نفعت الذكرى وإن لم تنفع، كقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل/ ٨١] أي: والبرد. وهو قول الفراء والنحاس والجرجاني وغيرهم.
ومنها: أنها بمعنى: "إذ". وإتيانُ "إنْ" بمعنى "إذ" مذهب الكوفيين خلافًا للبصريين.
وجعل منه الكوفيون قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١١٢)} [المائدة/ ١١٢]، وقوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)} [آل عمران/ ١٣٩]، وقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣)} [المائدة/ ٢٣]، وقوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح/ ٢٧].
وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون".
وقول الفرزدق:
أتغضبُ إنْ أُذْنَا قتيبة حُزَّتَا ... جهارًا ولم تغضب لقتل ابن خازم
وأجاب البصريون عن آيات: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨)} بأن فيها معنى الشرط، جيء به للتهييج. وعن آية: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} والحديث

الصفحة 348