كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم
يعني: فأنظر.
وقول الراجز:
لو أن عمرًا هَمَّ أن يرقودا ... فانهض فشدَّ المئزر المعقودا
يعني: يرقد.
ويدل لهذا الوجه قراءة قنبل: (لأقسم بهذا البلد) بلام الابتداء، وهو مروي عن البزي والحسن.
والعلم عند اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦)} [البلد/ ١٦].
يدل ظاهره على أن المسكين لاصق بالتراب ليس عنده شيء، فهو أشد فقرًا من مطلق الفقير، كما ذهب إليه مالك وكثير من العلماء.
وقوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ} الآية [الكهف/ ٧٩] يدل على خلاف ذلك؛ لأنه سماهم مساكين مع أن لهم سفينة عاملة للإيجار (¬١).
والجواب عن هذا محتاج إليه على كلا القولين:
أما على قول من قال: إن المسكين مَن عنده ما لا يكفيه، كالشافعي؛ فالذي يظهر لي أن الجواب أنه يقول: المسكين عنده
---------------
(¬١) انظر: "الأضواء" (٥/ ٦٠٥).