كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - ط عطاءات العلم

سورة العصر
قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)} [العصر/ ١ - ٢].
هذه الآية الكريمة يدل ظاهرها على أن هذا المخبَر عنه أنه في خسرٍ إنسانٌ واحد؛ بدليل إفراد لفظة الإنسان.
واستثناؤه من ذلك الإنسان الواحدِ لفظًا بقولِه (¬١): {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر/ ٣] يقتضي أنه ليس إنسانًا واحدًا.
والجواب عن هذا: هو أن لفظ الإنسان وإن كان واحدًا فالألف واللام للاستغراق، يصير المفرد بسببهما صيغة عموم.
وعليه، فمعنى {إِنَّ الْإِنْسَانَ} أي: إنَّ كل إنسان؛ لدلالة "أل" الاستغراقية على ذلك.
والعلم عند اللَّه تعالى.
---------------
(¬١) في الأصل المطبوع: قوله. ولعل المثبت هو الصواب.

الصفحة 383