كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 1)

والآخر: تحسين الحافظ وغيره للحديث!
1- وجوابي عن الأول: أنه اعتمد في ذلك على قول الحافظ في " تخريج أحاديث الأذكار":
"ضَعْفُ عطية إنما جاء مِن قِبَل التشيع، ومِن قِبَل التدليس، وهو في نفسه صدوق، وقد أخرج له ... "، وذكر بعض أصحاب السنن وغيرهم (1) .
وقد تعامى الأنصاري عن حقيقتين علميتين هامتين. كما فعل قبله الكوثري وغيره من المتعصبة وأهل الأهواء؛ كما سيأتي في الكتاب:
الحقيقة الأولى: تضعيف، الجمهور لعطية من المتقدمين والمتأخرين، بل وإجماع المتأخرين منهم على ذلك. كالنووي، وابن تيمية، وغيرهم مما هو مذكور في رسالتي "التوسل " (ص 94) ، ونقل إجماعهم على ذلك أعلم الناس بالتراجم، وهو الحافظ الذهبي في "المغني " (2) ، ومنهم الحافظ ابن حجر نفسه في كتابه المختص في رجال الستة "التقريب "، فقال فيه:
"صدوق، يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً".
وأما أقوال المتقدمين منهم فتجدها مفصلة في رسالة أخينا الحلبي، (ص 35- 43) ، ولا بأس من سرد أسمائهم؛ ليتجلى للقارئ الهوة السحيقة التي هوى فيها الشيخ الأنصاري على منخره تشفياً من الألباني!
__________
(1) ونقله الزبيدي بمعناه في "شرح الِإحياء" (5/89) !
(2) وسبقه إلى ذلك شيخه ابن تيمية، فقال في رسالته في التوسل:
"وهو ضعيف بإجماع أهل العلم ". انظر: "مجموع الفتاوى" (1/ 288) .

الصفحة 10