كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 8)

"في ظل الله يتعرض كل خير"، وقال فيه:
"رواته عن آخرهم ثقات". وقال في الموضع الآخر:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي هنا، وأما هناك؛ فتعقبه بقوله:
"قلت: لكنه منكر، ويعقوب هو القاضي أبو يوسف؛ حسن الحديث، ويحيى لم يدرك أبا مسلم، فهو منقطع، أو أن أبا مسلم رجل مجهول".
وأبو يوسف القاضي؛ أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال:
"قال البخاري: تركوه، وقال الفلاس: كان كثير الغلط صدوقاً". قلت: ولعل قول الفلاس هذا، هو أعدل الأقوال فيه. والله أعلم.
لكن تبين لي فيما بعد أنه ليس (أبا يوسف القاضي) ، وإنما هو الدورقي الحافظ، وسيأتي تحقيق ذلك برقم (7138) .
ولقد أبعد البيهقي النجعة! فقال عقب الحديث:
" (يعقوب بن إبراهيم) هذا أظنه المدني المجهول، وهذا متن منكر".
قلت: وهذا منه عجب! وذلك؛ لأن المدني هذا متقدم على الدورقي؛ روى عن هشام بن عروة! هذا من جهة، ومن جهة أخرى: لم يذكروه في الرواة عن (يحيى بن سعيد) وهو: القطان، وإنما ذكروا فيهم (يعقوب بن إبراهيم الدورقي) .
ومثله قول الذهبي: "أن أبا مسلم رجل مجهول"!
فإنه يدفعه أن في الإسناد نفسه أنه الخولاني، وهو ثقة من رجال مسلم. والله أعلم.

الصفحة 144