كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 8)

فجمعوا بين النقيضين، ولو أنهم قالوا: حسن لغيره؛ كما قالوا فيما يأتي؛ لكان خطؤهم أخف، ولكنهم لجهلهم لا يدرون ما يخرج من أفواههم!
وقالوا في حديث أنس الذي يلي حديث بريدة:
"حسن بشاهده المتقدم، قال الهيثمي.."، فذكروا ما سبق نقله عنه، فجهلوا أن الحديث الأول فيه عطاء بن السائب وكان اختلط، ومع ذلك اضطرب في إسناده، وأن مداره على زهير أو أبي زهير المجهول، وكذلك جهلوا أن مدار الحديث الآخر على حرب بن زهير وشيخه، وأنهما مجهولان، وخلاصة ما صنعوا أنهم حسنوا الضعيف بنفسه، لمجيئه بوجه آخر عنه!
3531 - (الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها) .
ضعيف
رواه أحمد (4/ 70) ، والطبراني (1/ 51/ 1) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (ج1/ 8/ 1) ، وابن أبي الدنيا في "المرض" (2/ 186) ، وابن عساكر (18/ 119/ 1) ، والضياء في "المختارة" (1/ 456) عن سلم بن قتيبة: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أوسط قال: خطبنا خالد بن عبد الله القسري فحدثنا، عن أبيه، عن جده أسد بن كرز مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة عبد الله القسري، وهو ابن يزيد بن أسد ابن كرز، أورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 199) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعليه؛ فضمير "جده" يعود إلى عبد الله لا إلى خالد بن عبد الله؛ كما يقتضيه ظاهر السياق.
وله شاهد من حديث عائشة، أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (160/ 2) : حدثنا هاشم بن الوليد قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن عمر بن

الصفحة 27