كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 8)

أولاً: جهالة حال يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وتوثيق العجلي وابن حبان إياه مما لا يرفعها عندي؛ لتساهلهما في التوثيق؛ كما هو معروف عند أهل العلم، ولذلك لم يوثقه الحافظ في "التقريب" كما سبق.
ثانياً: زيادة القرن الرابع فيه؛ فإني لم أرها في شيء من الأحاديث الصحيحة على كثرتها، وقد خرجت طائفة طيبة منها في "الروض النضير" (347) ، وفي بعضها ما ذكرت من الشك في الرابعة، ومثله لا يمكن القضاء عليه إلا بزيادة من ثقة حافظ، وهذا مما لم أجده، اللهم إلا في رواية من حديث النعمان بن بشير، تفرد بها عاصم ابن بهدلة، وفي حفظه ضعف؛ كما تقدم في تخريج حديث ابن مسعود في "الصحيحة" (700) ، ثم وجدت عاصماً قد رواه على الصواب دون زيادة "القرن الرابع" في رواية عنه عند أحمد (4/ 276) ، والبزار (3/ 290/ 2767) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 177) . وكذلك وقعت هذه الزيادة في رواية لأحمد (1/ 378) عن ابن مسعود، وهي شاذة عندي؛ لأنها لم ترد في "الصحيحين"، ولأن في رواية لأحمد (1/ 434) : "ثلاثاً أو أربعاً"، هكذا على الشك، وهي رواية لمسلم (7/ 185) بنحوه، وأحمد أيضاً (1/ 417) .
وقد وقع مثل هذا الاضطراب في حديث بريدة الأسلمي، يرويه عنه عبد الله ابن مَوَلَة (1) قال:
كنت أسير مع بريدة الأسلمي، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"خير هذه الأمة القرن الذي بعثت أنا فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم.." الحديث.
__________
(1) بفتحات؛ كما في " التقريب "

الصفحة 53