كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 12)

في الرواة عنه سعيد بن زيد وإنما ذكروا ذلك في الأول وقد ذكروا فيه قول النسائي والفلاس:
" روى عن سالم أحاديث منكرة " وقال ابن حبان في الضعفاء (2 / 71) : " كان ممن ينفرد بالموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة
التعجب ".
ويبدوا أنه اختلط هذا على الهيثمي بعمرو بن دينار الثقة فقال في " مجمع الزوائد " (3 / 306) :
" رواه البرزا ورجاله رجال الصحيح "
وكأنه اغتر بقول المنذري في الترغيب (2 / 143) : " رواه البزار بإسناد جيد
ولئن كان هذا غريبا من المنذري فهو من الهيثمي أغرب لأنه نقل في الزوائد عن البزار الإشارة إلى أنه عمرو بن دينار الضعيف كما تقدم ثم نسي! فَجَّل من لا
ينسى.
ثم جاء احد المتأخرين من المغاربة وهو الشيخ عبد الله بن محمد العماري فأورد هذا الحديث في كتابه الذي أسماه " الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين " وزعم في
مقدمته أنه جرد فيه الأحاديث الثابتة من " الجامع الصغير " وضم إليه أحاديث من مصادر أخرى، منها: " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري وادعى فيها أنه
لم يعتمد في صحة الحديث أو حسنه على رموز السيوطي في الجامع وإنما على تصريح الحفاظ أو على ما تقتضيه القواعد وهذا

الصفحة 43