كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 12)

الأخير لا أثر له في كتابه وإنما هو التقليد لبعض الحفاظ دون الرجوع إلى قواعدهم وأصولهم وتراجم رجالهم والأدلة على ذلك كثيرة فقد حشا الكتاب بعشرات
الأحاديث الضعيفة والمنكرة وحسبك دليلاً على ذلك هذا الحديث فإنه ليس في " الجامع " وإنما نقله من " الترغيب " لفظاً وتخريجاً واغتر بتجويد المنذري لإسناده
وجهل أو تجاهل تساهل المنذري في التصحيح والتحسين كما كنت بينته في مقدمة كتابي " صحيح الترغيب والترهيب " (1 / 12 - 15، 48 - 54) ولعله أعني:
الشيخ الغماري لم يتيسر له الوقوف على إسناد هذا الحديث وإلا لم يخف عليه إن شاء الله تعالى وهاؤه ولم يغتر أيضا بتجويد المنذري إياه والله أعلم.
ثم إن سعيد بن زيد الراوي عن عمرو بن دينار وإن كان روى له مسلم ففيه ضعف وقال الحافظ في التقريب: " صدوق له أوهام " لكن إعلال الحديث بشيخه
عمرو بن دينار أولى لشده ضعفه ويبدو لمن أمعن النظر في متنه من العارفين بهذا العلم أن غالبه مركب من عدة أحاديث صحيحة ولعل هذا هو الذي غر الشيخ الغماري
فركن إليه ولم يندفع إلى النظر في إسناده والله أعلم. .
ثم رأيت ابن ماجة قد أخرج في سننه (3255، 3287) من طريق سعيد بن زيد أيضاً الطرف المتعلق بالطعام، لكنه قال: " ثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير. . . ".
فأوضح أنه عمرو بن دينار الضعيف ولذلك تنبه له المنذري حينما أخرج

الصفحة 44