كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 12)

" قلت: بل موضوع فإن يعقوب كذبه أحمد والناس " وأشار الترمذي إلى تضعيفه بهذا السياق فقال عقبه: " هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من
حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: يعني منه قوله صلى الله عليه وسلم: " من باب. . . . " إلخ فإنه الذي ترجم له في الباب بقوله " باب ما جاء في كراهية البيتوته وفي يده ريح غمر ".
فهذا القدر من الحديث هو الذي يعنيه الترمذي بقوله المذكور ويؤيده أمران اثنان:
الأول: أن حديث سهيل هذا الذي علقه الترمذي قد رواه جمع من الأئمة من طرق عدة عن سهيل به دون ما قبله الذي تفرد به ابن الوليد الكذاب!
هكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1220) وأبو داود (3852) وابن حبان في " صحيحه " (1354) وأحمد (2 / 263، 527) والبيهقي في السنن (7 / 276) وفي الشعب (3 / 182 / 1) وغيرهم ممن ذكرنا في الروض النضير تحت الحديث (823) .
والآخر: أن الترمذي أتبع حديث سهيل بمتابعة الأعمش له عن أبي صالح به.
ساقه بإسناده الصحيح عنه به دون ما تفرد به ذاك الكذاب وقال عقبه:
" هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه ".
قلت: قد رواه البيهقي أيضاً في الشعب من هذا الوجه وعلقه من وجه آخر عن الأعمش به.

الصفحة 46