كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 12)

حديث حسن. والله أعلم ".
قلت: فاستدراكه بقوله: " لكن رواه البيهقي والبغوي. . . " إلى قوله: " وهو حديث حسن " صريح في أنه يعني حديث الترجمة ويؤكد ذلك أنه ساق
قبله قوله صلى الله عليه وسلم:
" من نام وفي يده ريح غمر. . . " من حديث أبي هريرة رواية أي داود والترمذي وحسنه وابن حبان وصححه ومن حديث فاطمة رضي الله عنها برواية ابن ماجة
ثم ساقه بعده من حديث ابن عباس وقواه ومن حديث أبي سعيد وحسن إسناده فلا يعقل أن يقصد باستدراكه المذكور هذا القدر من حديث الترجمة لأن هذا صحيح يقيناً
عنده ولو بمجموع هذه الشواهد فهو إذن يعني بالاستدراك والتحسين الذي فيه الحديث بتمامه!
وهذا من أخطائه الفاحشة التي نبهنا على بعضها في مقدمة كتابي صحيح الترغيب فراجعها إن شئت.
ومن العجيب حقا أن لا ينبه على هذا الخطأ الفاحش العلامة الحافظ الناجي تلميذ الحافظ العسقلاني في كتابه القيم " عجالة الإملاء المتيسرة من التذنيب، على ما وقع
للحافظ المنذري من الوهم وغيره في كتابه الترغيب والترحيب " (177 / 2) بل لعله انطلى عليه الأمر كما انطلى على غيره ممن لا يذكر معه كما يأتي فإن غاية
ما صنعه في هذا الباب أنه فسر كلمتي " حساس لحاس " فقال: " (حساس) بالحاء المهملة لا بالجيم أي شديد الحس والإدارك و (الحس) : الحركة
والصوت الخفي و (لحاس) أي: كثير اللحس لما يصل وشدد للمبالغة ".

الصفحة 48