كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 12)

و " الترغيب " أحيانا، ولذلك؛ نراه يخطئ بخطئهما، ويقلدهما تقليدا أعمى،
وإن كان يتظاهر بمحاربة التقليد مطلقا، وهذا ما أصابه في هذا الحديث نفسه؛ فإنه
نقله عن " الترغيب " (4 / 94) ؛ فإنه قال فيه:
" رواه الطبراني، ورواته محتج بهم في (الصحيح) "!
وصدره مع ذلك بصيغة (عن) التي ليست عنده نصا في التحسين؛ بله
التصحيح، كما كنت فصلت ذلك في مقدمة " صحيح الترغيب "! ولعل الغماري
يعلم ذلك، وأما أن قوله: " رواته ثقات "، أو: " محتج بهم في (الصحيح) " لا
يكفي في صحة الحديث؛ فهو على علم به؛ لأنه نبه عليه في المسألة الرابعة من
المقدمة (ص ن) ، فكيف جاز له أن يعتمد على المنذري، فيورد الحديث فيما زعم
أن كل أحاديثه صحيحة؟ !
وليس هذا فقط! بل اغتر أيضا بإطلاق المنذري العزو للطبراني، الموهم أنه
يعني (المعجم الكبير) - وكثيرا ما يفعل ذلك كما نبهت عليه في المقدمة
المشار إليها آنفا، وذلك من مساوئ كتابه التي لا يعلمها جماهير المتأخرين
المستفيدين من كتابه كالغماري هذا -؛ فإن الحديث إنما رواه الطبراني في " الأوسط " فحسب!
لكن جملة (الطمرين) لها شواهد، كنت ذكرتها تحت هذا الحديث في
" الصحيحة " (2642) ؛ غير متنبه إلى أنه بحاجة إلى شواهد لسائره، فلما
تنبهت لهذا ولم أجدها؛ رأيت لزاما علي أن أودعه هنا. وأن أستثني من الضعف
الجملة المشار إليها. والله هو الهادي.

الصفحة 53