كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (اسم الجزء: 12)
نعم؛ قد رويت هذه الزيادة (الكافر) في حديث آخر عن ابن عباس مرفوعاً نحوه؛ لكنه معلول أيضاً، وهو مخرج في «ضعيف أبي داود» (110)
والأخرى: أنه قد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها من طرق صحيحة: عند الشيخين وغيرهما: أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة.
فقالت عائشة:
قد شبهتمونا بالحمير والكلاب! والله لقد رأيت رسول الله يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة. . . الحديث.
وهو مخرج بنحوه في «صحيح أبي داود» (706) ، فلو كانت سمعت من النبي حديث الترجمة؛ لما أنكرت الحديث وقد ذكروه أمامها بعد وفاة النبي، وتحتج على ذلك بالاضطجاع المذكور. فالظاهر أن أحد الرواة اختلط عليه ما ذكروه أمامه من الحديث المرفوع بقولها الذي أنكرته به؛ فذكر أن النبي هو الذي ذكر الحديث أمامها، وأنها قالت ذلك بحضوره! وهذا منكر جداً. فالصواب أن الإنكار منها وقع بعده , وأن الحديث روي لها ولم تسمعه منه، وإلا؛ لَسَلَّمَتْ به تسليماً، ومما يؤكد ذلك قولها في رواية لمسلم بعدما ذكروا لها الحديث:
إن المرأة لدابة سوء؛ لقد رأيتني بين يدي رسول الله. . . .
فهذا عين ما جاء في آخر حديث الترجمة , فهو يؤكد أن السيدة رضي الله عنها قالته بعد وفاته , فوهم الراوي، فزعم أنه قالت ذلك بحضوره؛ كما وهم في نسبة الحديث لروايتها عنه مباشرة.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح من رواية غيرها من الصحابة , وبدون زيادة
الصفحة 65
1196