كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)

ثمّ كانت الحرب
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم … وما هو عنها بالحديث المرجّم
وبعد الحرب جاء الأصعب، فالمصادر التي كانت قليلة أو نادرة صارت مفقودة أو ضائعة، وإذا المكتبات دمّرت، وإذا المراجع نهبت، وإذا الكتب احترقت، فلا نامت أعين التّتار.
وقد جاءت هذه الأطروحة في قسمين: أولهما للدّراسة، وثانيهما للنص المحقّق. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الدّراسة انصبّت أساسا على ما له صلة باللّغة والنّحو والصّرف، تاركا ما يتّصل بعلوم القرآن من تفسير وعلم كلام وحديث وفقه، باتّفاق مع الأخ الفاضل الذي يحقّق الجزء الثّاني من الكتاب، ليكون ذلك موضوع دراسته، فتتكامل الدّراستان بعون الله.
وقد انقسمت الدراسة على أربعة فصول سبقتها مقدمة، وتلتها خاتمة تضمّنت أهمّ النّتائج المستخلصة من البحث. واختصّ الفصل الأول من الدّراسة بالحديث عن الجرجانيّ والكتاب، فجاء في مبحثين، تحدّثت في الأول منهما عن الجرجانيّ، حياته، وشيوخه، وتلاميذه، ومنزلته العلميّة، وآثاره، وتحدّثت في المبحث الثاني عن كتاب (درج الدّرر في تفسير القرآن العظيم)، اسمه وتوثيق نسبته إلى المؤلّف، ومنهجه، ومصادره، وأهمّيته، وما انفرد به من آراء وأقوال، وختمت هذا المبحث بالحديث عن المآخذ التي سجّلتها على الكتاب.
وتحدّثت في الفصل الثاني عن موقف المؤلّف من أصول اللّغة والنّحو، وجاء في ثلاثة مباحث، تكلّمت في الأوّل منها على موقفه من الشّواهد، وفي المبحث الثّاني عرضت موقفه من السّماع والقياس، ثم بيّنت في المبحث الثّالث موقفه من الكوفيّين والبصريّين.
وفي الفصل الثالث تناولت الظّواهر اللّغوية والصّرفية في الكتاب، فعرضت في المبحث الأول مجموعة من الظواهر اللغوية، وفي المبحث الثاني مجموعة من الظواهر الصرفية.
وتكلمت في الفصل الرابع على نسخ الكتاب المخطوطة ومنهج التحقيق، وقد ضمّ ثلاثة مباحث: أولها للحديث عن نسخ الكتاب المخطوطة، وثانيها لبيان منهج التحقيق الذي اتّبعته، وثالثها لشرح المصطلحات المستعملة في التحقيق.
وضمّ القسم الثاني من الأطروحة النصّ المحقّق من كتاب (درج الدّرر في تفسير القرآن العظيم) الذي يتناول تفسير عشر سور من القرآن الكريم هي: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنّساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتّوبة، ويونس.
وبعد أن استقام هذا العمل على سوقه، ودنا قطافه بإذن الله، لا بدّ لي من أن أتقدّم بأصدق الشكر وأخلصه إلى الأستاذ عدنان سعد الدين الذي كان سببا في قبولي في الدراسات العليا، وهو

الصفحة 6