كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)

فقالوا (¬1): نحبّ أن نرى الله جهرة كما رأيته، قال: إنّي لم أر الله جهرة، ولم تسكن قلوبهم إلى قوله فأخذتهم الرّجفة، فقال موسى: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ} فإنّك قادر على ما تشاء ولك السّبيل والحجّة، ثمّ قال: {أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ} كما قالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها} [البقرة:30] (¬2)، وقال نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم: (أتعذّبهم وأنا فيهم (¬3)؟ أتعذّبهم وهم يستغفرون؟) (¬4).
وإنّما علم موسى عليه السّلام فعل السّفهاء بقوله تعالى: {فَإِنّا قَدْ فَتَنّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ} [طه:85].
ثمّ أثنى عليه فقال: {إِنْ هِيَ إِلاّ (¬5)} فِتْنَتُكَ: أي: ما هي إلاّ ابتلاؤك وامتحانك، فإنّه لا طير إلاّ طيرك ولا إله غيرك.
{تُضِلُّ بِها:} بالفتنة (¬6) {مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ:} أي: بها وبغيرها.

156 - {وَاُكْتُبْ:} «وأوجب» (¬7).
{هُدْنا إِلَيْكَ:} «تبنا إليك» (¬8)، وقال ابن عرفة: سكنّا إلى أمرك، ومنه الهوادة (¬9). قيل (¬10):
ومن هذا اللّفظ اشتقاق لقب اليهود، وقيل (¬11): بل اللّفظة من لقبهم.
{عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ:} أي: يسع كلّ شيء إن شئت.
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ:} بالآلاء والنّعماء (¬12).
{فَسَأَكْتُبُها:} أي: الحسنة في الدارين والرحمة (¬13)، أو الآخرة (¬14) نفسها للمذكورين
¬_________
(¬1) (نحب أن نسمع. . . فقالوا) ساقطة من ك.
(¬2) ينظر: التفسير الكبير 15/ 16 - 18، والبحر المحيط 4/ 397 - 399.
(¬3) (أتعذبهم وأنا فيهم) ليس في ب.
(¬4) ينظر: السنن الكبرى للنسائي 1/ 195، وللبيهقي 2/ 252، وموارد الظمآن 157.
(¬5) ليس في ب.
(¬6) ساقطة من ب. وينظر: معاني القرآن الكريم 3/ 88.
(¬7) في ع: وأواجب. وينظر: الوجيز 1/ 416، وتفسير البغوي 2/ 204، وزاد المسير 3/ 183.
(¬8) (تبنا إليك) ساقطة من ب. وينظر: اللغات في القرآن 25، وتفسير مجاهد 1/ 247، وغريب القرآن وتفسيره 151.
(¬9) ينظر: لسان العرب 3/ 440 (هود).
(¬10) في ك: وقيل. وينظر: تفسير الطبري 9/ 107، ولسان العرب 3/ 439 (هود).
(¬11) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 557 - 558.
(¬12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 558.
(¬13) ينظر: البحر المحيط 4/ 400.
(¬14) في ب: والآخرة، بدل (أو الآخرة).

الصفحة 702