كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)

{يَأْخُذُونَ:} على إظهار ما في الكتاب وكتمانه منافع هذا الزمان {الْأَدْنى} رشوة (¬1).
{سَيُغْفَرُ:} أي: يغفر لنا أخذ هذه الرشوة الواحدة، وهم مصرّون وفي عزمهم أنّه إن {يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ،} وهذا القول منهم كفر وافتراء على الله تعالى وتألّ عليه؛ لأنّ الله تعالى لم يعد ولم يوجب لمصرّ (¬2) على الصّغيرة مغفرة فكيف لمصرّ على الكبيرة (¬3).
{وَدَرَسُوا ما فِيهِ:} قيل: مستأنف، والواو لعطف جملة على جملة (¬4)، (126 ظ) كقوله:
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6)} [الضّحى:6]، أي: وجدك يتيما وضالا وعائلا (¬5) فآوى وهدى وأغنى.

170 - {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ:} عطف على {(الَّذِينَ)} في الآية المتقدّمة، ويجوز أن يكون مبتدأ، وخبره: نوفّيهم أجورهم، مضمرا بدليل المظهر (¬6)، وقيل: خبره: {إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ} على اعتبار أنّ {(الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ)} و {الْمُصْلِحِينَ} شيء واحد (¬7).

171 - {نَتَقْنَا:} النّتق: رفع المظل على ما تحته (¬8)، في حديث علي: البيت المعمور نتاق الكعبة من فوقها (¬9)، ومنه نتق السّقاء وهو أن يرفعه فينفضه (¬10)، ومنه المرأة النّاتق وهي كثيرة الولد (¬11)؛ لأنّها كالمظلة على أولادها، وفي الحديث: (عليكم بالأبكار فإنّهنّ أطيب أفواها وأنتق أرحاما) (¬12).

172 - {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ:} عن أبي العالية (¬13) عن أبيّ بن كعب قال: جمعهم يومئذ جميعا ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، فجعلهم أزواجا (¬14) في صورهم، ثمّ استنطقهم وأخذ عليهم
¬_________
(¬1) ينظر: تفسير البغوي 2/ 210.
(¬2) في ب: بمصر، وكذا ترد قريبا.
(¬3) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 388، وتفسير البغوي 2/ 210.
(¬4) ينظر: مجمع البيان 4/ 388، وزاد المسير 3/ 191.
(¬5) ليس في ك.
(¬6) في نسخ التحقيق: المضمر، والسياق يقتضي ما أثبت.
(¬7) ينظر: مجمع البيان 4/ 387، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 602، والبحر المحيط 4/ 416.
(¬8) ينظر: تفسير البغوي 2/ 211.
(¬9) ينظر: نوادر الأصول 4/ 189.
(¬10) ينظر: تفسير غريب القرآن 174، ومعاني القرآن الكريم 3/ 101.
(¬11) ينظر: معاني القرآن الكريم 3/ 101، ومجمع البيان 4/ 388 - 389، ولسان العرب 10/ 352 (نتق).
(¬12) سنن ابن ماجه 1/ 598، والآحاد والمثاني 4/ 5، ومصباح الزجاجة 2/ 98.
(¬13) (عن أبي العالية) ساقطة من ك.
(¬14) كذا في النسخ الأربع، ولعل الصواب: أرواحا.

الصفحة 706