كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)
عليه السّلام ليشهد عليهم (¬1). قال: وفائدة ذلك أحد أشياء أربعة: إمّا تطييب قلب آدم عليه السّلام وتسليته بشبه عذر من النّاكثين، وإمّا تذكّر الأنبياء والصّدّيقين ذلك الميثاق في مدّة أعمارهم، كالمستيقظ يذكّر ما رأى فيذكره بعينه وصورته، أو تذكير (¬2) غيرهم كالسّكران يفعل شيئا في سكره ثمّ يتخيّله فيتفكّر فيه، وليس يبعد أن يكون توهّم الناسخ (¬3) من جري هذا الميثاق، وإمّا ما (¬4) تذكره من هبة آدم عليه السّلام من (¬5) داود عليه السّلام سنين من عمره ويجوز (¬6) ذلك، وإمّا معنى لم يطلعنا الله عليه (¬7). وقيل: المراد بالإخراج إخراج المواليد في كلّ عصر وقرن، والميثاق الإلهام في قلوب ذوي العقول قبل (¬8) اختيارهم الكفر أو الكتاب السّماويّ والأخبار المتواترة. والمأخوذ به ما هو موافق لظاهر الكتاب وعليه الجمهور (¬9).
{مِنْ ظُهُورِهِمْ:} بدل {مِنْ بَنِي آدَمَ} (¬10)، وهو عطف البيان.
{وَأَشْهَدَهُمْ:} «أي: أشهد بعضهم على بعض» (¬11).
{شَهِدْنا:} من كلامهم (¬12).
[{أَنْ تَقُولُوا:}] (¬13) تقديره: لأن لا تقولوا، أي: لردّ قولهم هذا وللنفي اتجاهه من أيّ وجه.
173 - {أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا:} لّما كان أخذ هذا الميثاق ممّا يذكره الأنبياء والصّدّيقون (¬14) ويتحيله الشّهداء والصّالحون ويعترف به العوامّ والمقلّدون مع ما نبّه الله عليه كافّة النّاس في القرآن المعجز لم تصحّ دعوى المنكرين بأنّهم (¬15) كانوا مجيبين من جهة آبائهم الأوّلين (¬16).
¬_________
(¬1) (ليشهد عليهم) ساقطة من ع، وبعدها في ك: قالوا، بدل (قال).
(¬2) في ع: تذكر، وفي ب: يذكر.
(¬3) كذا في نسخ التحقيق، ولعل الصواب: التناسخ.
(¬4) ساقطة من ك، وبعدها في ع: نذكره، بدل (تذكره).
(¬5) لعلها مقحمة.
(¬6) في ب: ونحو.
(¬7) في ك: عليها.
(¬8) في ك: قيل.
(¬9) ينظر في هذه الأقوال: تفسير الطبري 9/ 148 - 159، والدر المنثور 3/ 142 - 145.
(¬10) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 390، ومشكل إعراب القرآن 1/ 306، والتفسير الكبير 15/ 47.
(¬11) تفسير البغوي 2/ 212، وزاد المسير 3/ 193.
(¬12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 30، وتفسير البغوي 2/ 212.
(¬13) من المصحف، ويقتضيها السياق. وينظر: معاني القرآن الكريم 3/ 103، والتبيان في تفسير القرآن 5/ 27 و 28.
(¬14) بعدها في ب: والشهداء.
(¬15) في ب: كأنهم، وهو تحريف.
(¬16) ينظر: الوجيز 1/ 421، وتفسير البغوي 2/ 213، وزاد المسير 3/ 194.