كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)
(حقّا): نصب على التّأكيد (¬1).
{وَرِزْقٌ كَرِيمٌ:} هو الحظّ الجميل المحمود، يعني في الآخرة إن شاء الله (¬2).
5 - {كَما:} التّشبيه لكون الأفعال لله، أي: هي لله (¬3) كما كان إخراجك من بيتك إلى الله وإن كرهه فريق من المؤمنين. وقيل: التّشبيه لسؤالهم عن الأنفال واختلافهم فيها، أي:
جادلوك فيها كما كرهوا الخروج فجادلوك فيه أوّل مرّة (¬4).
وإنّما كان السّبب في ذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان قد خرج إلى العير، ووعدهم الله في الطّريق أحد شيئين: إمّا الظّفر بأموال العير الذي خرج قاصدا إليها، وإمّا النّصر على العدوّ (¬5) عند الالتقاء، وكان الظّفر بأموال العير (¬6) أقرب وأسهل على ما قدّروه، وأحبّ (¬7) إليهم من لقاء العدوّ؛ لأنّهم لم يكونوا تأهّبوا للقتال كلّ التّأهّب، فلمّا سمعوا أنّ أبا سفيان أخذ طريقا آخر وأنّهم ملاقو العدوّ لا محالة كرهوا ذلك وقالوا لرسول الله: أخرجتنا قاصدين إلى العير ولم تخبرنا بلقاء العدوّ حتما، وخافوا على أنفسهم خوفا طبيعيّا، (130 ظ) وإن كانوا معتقدين بأنّ (¬8) الله منجز وعده ومسلطهم بإحدى الطّائفتين لا محالة، لذكر الله تعالى حالتهم تلك على وجه الملامة ليتكلّفوا مخالفة الطّبيعة في المسارعة إلى أمره ورسوله.
{بِالْحَقِّ:} أي: بالأمر الحقّ، أو بالوعد الحقّ.
6 - {فِي الْحَقِّ:} شأن (¬9) الجهاد.
{بَعْدَ ما تَبَيَّنَ:} أي: بعد ما ظهر أنّه أمر الله، أو من بعد ما ظهر (¬10) أمر الله، أو من بعد ما ظهر (¬11) أنّه لهم لا عليهم، وإنّما كان ظهر ذلك لهم بوعد الله.
{كَأَنَّما يُساقُونَ:} تشبيه لحالة خوفهم، أي: يخبتون عن الموهوم كأنّهم يحشرون، أي (¬12): يشاهدون فيه الهلاك والموت لا محالة.
¬_________
(¬1) ينظر: الكشاف 2/ 196، والتفسير الكبير 15/ 121، والمجيد 349 (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي).
(¬2) ينظر: تفسير البغوي 2/ 230.
(¬3) ليس في ب.
(¬4) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 78، والتفسير الكبير 15/ 125.
(¬5) (على العدو) ساقطة من ع.
(¬6) (الذي خرج. . . العير) ساقطة من ب.
(¬7) النسخ الثلاث: وأحبهم، وبعدها في ك وع: إليه بدل (إليهم).
(¬8) في ع: بإذن.
(¬9) في ع: بيان. وينظر: تفسير مجاهد 1/ 258، والطبري 9/ 244، والقرطبي 7/ 369.
(¬10) بعدها في الأصل وع: أنه، وهي مقحمة.
(¬11) (أمر الله أو من بعد ما ظهر) ليس في ب.
(¬12) في الأصل وك: إلى.