كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)

27 - {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا:} نزلت في الغلول (¬1).
وقيل: في أبي لبابة (¬2) بن عبد المنذر حيث استشاره بنو قريظة في النّزول عن الحصن على حكم رسول الله فقال لهم بلسانه: انزلوا، وأشار بيده إلى الحلق، أي: إن نزلتم على حكمه ذبحكم (¬3)، وإنّما حمله على ذلك مال له (¬4) كان عندهم في الحصن فخاف عليه النّهب إن فتحوا الحصن، قال أبو لبانة: ما برحت قدماي حتى علمت أنّي خنت الله ورسوله. قيل: ولم يأكل أبو لبانة طعاما ولا شرابا سبعة أيّام، وخرّ مغشيّا عليه حتى بيّن الله (¬5) توبته.

28 - فائدة ذكر الأموال والأولاد التّنبيه على أنّها من دواعي الخيانة (¬6).

29 - {فُرْقاناً:} مخرجا في الدّنيا والآخرة، عن ابن عبّاس ومجاهد والضّحّاك (¬7).

30 - {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ:} اجتمعت جبابرة قريش (132 و) في دار النّدوة يدبّرون في أمر رسول الله، ودخل معهم إبليس لعنه الله في صورة شيخ نجديّ، ثمّ قالوا فيما بينهم: إنّ محمّدا ليس يزداد بمرّ (¬8) الأيّام إلاّ اشتهارا وعظم شأن وإنّا نخشى أن نقاسي منه أكثر ممّا قاسينا إلى (¬9) اليوم، فما الحيلة في تطفية ناره وتجلية غباره؟ فقال عمرو بن هشام: أرى أن تأخذوه وتحبسوه في بيت وتسدّوا عليه الباب وتخلّوا كوّة تطرحون إليه منها قوتا يعيش به إلى أن يموت، فقال إبليس لعنه الله: بئس الرّأي ما رأيت فإنّ أقاربه يتعصّبون له إذا ويستنقذونه (¬10)، قالوا جميعا: صدق الشّيخ النّجديّ، ثمّ قال أبو البختريّ بن هشام: أمّا أنا فأرى أن تحملوه على بعير وتخرجوه من أرضكم يذهب حيث يشاء، قال: بئس الرّأي ما رأيت كأنّي به (¬11) إذا وقد كرّ (¬12) عليكم بعسكر لجب (¬13) لينتقم منكم، قالوا جميعا: صدق الشّيخ النّجديّ، ثمّ قال الفاسق أبو جهل لعنه الله:
لكنّي أرى أن يجتمع من كلّ بطن ورهط واحد ومعه سيفه ثمّ نمشي جميعا ونضربه ضربة رجل
¬_________
(¬1) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 105، وتفسير القرطبي 7/ 395.
(¬2) في ع وب: أمامة.
(¬3) في ك وع: وبحكمه، وفي ب: وتحكمه.
(¬4) في ك: ماله، بدل (مال له).
(¬5) ليس في ك. وينظر: تفسير الطبري 9/ 292، والبغوي 2/ 242، والكشاف 2/ 213 - 214.
(¬6) ينظر: تفسير البغوي 2/ 243، ومجمع البيان 4/ 456، والتفسير الكبير 15/ 152.
(¬7) ينظر: اللغات في القرآن 26، وتفسير مجاهد 1/ 261، والطبري 9/ 296 - 297.
(¬8) في ب: مر، والباء ساقطة.
(¬9) في ب: أي.
(¬10) في ك: ويستنقذوه.
(¬11) ساقطة من ك.
(¬12) في ب: كثر، وبعدها في ك: بكم، بدل (عليكم).
(¬13) في ب: لحرب.

الصفحة 730