كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)
وليس في الآية ما يدلّ على أنّ ذوي القربى سوى القائمين؛ لأنّ الخطاب متوجّه إليهم كما في (¬1) قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة:180]، وفي قوله: {قُلْ (¬2)} ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [البقرة:215]، وقوله: {وَاُعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى} [النّساء:36]، لكنّ الدّلالة قد قامت على أنّهم فقراء بني هاشم، كان صلّى الله عليه وسلّم يعطيهم من الخمس مقدار الحاجة يقول لهم: أليس في خمس الفيء ما يغنيكم عن غسالة أيدي النّاس (¬3).
ثمّ عندنا استحقاقه بالفقر بعد موت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعند الشّافعيّ بمجرّد القرابة (¬4). واستحقاق اليتامى بالفقر بالإجماع، والمساكين عامّ في الهاشميّين وغيرهم، وكذلك ابن السّبيل.
وفائدة تخصيص ذوي القربى التّنبيه على أنّهم في هذا المال (¬5) بخلاف ما هم في الزكوات (¬6) والصّدقات، أو تشريفهم على غيرهم (¬7) كما في قوله: {وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب:7]، وقوله: {وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ} [البقرة:98] (¬8).
وتخصيص اليتامى أن لا يوكلوا إلى (¬9) أقاربهم الأغنياء لحقّ الحضانة، أو التّنبيه على تفقد المحتاجين.
42 - {إِذْ أَنْتُمْ:} بدل عن قوله: {يَوْمَ اِلْتَقَى،} وذلك بدل عن قوله: {يَوْمَ الْفُرْقانِ} (¬10).
{بِالْعُدْوَةِ:} جانب الوادي (¬11)، قال النّابغة (¬12): [من البسيط]
في عدوتين أقام القوم بينهما … والقوم من (¬13) بين محروم ومحتوم
{الدُّنْيا:} تأنيث الأدنى، و {الْقُصْوى:} تأنيث الأقصى، أي: الأبعد (¬14).
¬_________
(¬1) ساقطة من ب.
(¬2) ليس في ع.
(¬3) ينظر: تفسير الطبري 10/ 8 - 9، والقرطبي 8/ 10 - 12.
(¬4) ينظر: تفسير البغوي 2/ 250، والكشاف 2/ 221، وزاد المسير 3/ 245.
(¬5) في ع: المحال، وفي ب: المثال، والحاء والثاء مقحمتان.
(¬6) في ع: الزكاة.
(¬7) في ع: تشريفا على قولهم، بدل (تشريفهم على غيرهم).
(¬8) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 416، والبحر المحيط 4/ 493.
(¬9) ساقطة من ب.
(¬10) في الآية السابقة. وينظر: التبيان في إعراب القرآن 2/ 624، والمجيد 374 (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي).
(¬11) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 411، وغريب القرآن وتفسيره 158، وتفسير غريب القرآن 179.
(¬12) لم أقف عليه في ديوانه.
(¬13) ساقطة من ع، وفي ك: ما.
(¬14) ينظر: الكشاف 2/ 223، والتفسير الكبير 15/ 167، وتفسير القرطبي 8/ 21.