كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)
حين خرجت تخاف من كنانة وبني بكر، وكان سراقة شاعرا مكينا في كنانة (¬1)، فعرض لهم في الطّريق وقال: إنّي جار لكم (¬2) من كنانة وإنّهم سيتبعونكم وينصرونكم، {فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ} (¬3) شاهد سراقة [الملائكة] (¬4) وتولّى مدبرا، وكان قد شاهد مثله حين عرض للنّبيّ (¬5) صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصّدّيق حين خرجا من مكّة وهاجرا إلى المدينة، وقال له الحارث [بن] (¬6) هشام:
أفرارا من غير قتال؟ فقال: {إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ} (¬7).
وأكثر المفسّرين على أنّ الشّيطان هو إبليس لعنه الله تزوى لهم في صورة سراقة بن مالك، أرسل إلى قريش: إنّكم تقولون خذلنا سراقة وانهزم عن النّاس وإنّي والله ما شعرت (¬8) بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم (¬9).
و (الجار): المجاور في الحقيقة، إلاّ أنّه صار اسما للخفير والمجير؛ لأنّ الجيران كانوا يخفرون ويجيرون (¬10).
{نَكَصَ:} رجع وانقلب (¬11).
و (العقب): مؤخّر القدم (¬12).
49 - {إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ:} المعتقدون خلاف الإسلام (¬13).
{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:} شكّ وتردّد، من جملة (¬14) المنافقين. كانوا يستهزئون بالمؤمنين ويقولون: اغترّ هؤلاء بدينهم فيظنّون أنّه حقّ سينصرون به (¬15).
¬_________
(¬1) في ك وب: الكنانة، وفي ع: الكفاية.
(¬2) النسخ الثلاث: لك، وبعدها: (من) ساقطة من ك.
(¬3) في ع: الجماعة، وفي ب: الجمعان.
(¬4) يقتضيها السياق.
(¬5) في ك: النبي.
(¬6) من ب.
(¬7) (فقال إني أرى ما لا ترون) مكررة في ب.
(¬8) (ما شعرت) ساقطة من ب.
(¬9) ينظر: تفسير الطبري 10/ 25 - 26، والبغوي 2/ 254 - 255، والكشاف 2/ 227 - 228.
(¬10) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 134 - 135.
(¬11) ينظر: غريب القرآن وتفسيره 159، وتفسير غريب القرآن 179، والإتقان 1/ 135.
(¬12) ينظر: لسان العرب 1/ 611 (عقب).
(¬13) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 136، وتفسير القرطبي 8/ 27.
(¬14) في ك: جهة. وينظر: الكشاف 2/ 228.
(¬15) ينظر: الكشاف 2/ 228، والبحر المحيط 4/ 501.