كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ:} كلام مستأنف. (134 و)
50 - وجواب (¬1) (لو) محذوف.
و {الْمَلائِكَةُ:} أعوان ملك الموت (¬2).
والضّرب على الوجوه لزجر المتقدّم، وعلى الأدبار لطرد المتأخّر، كأنّهم يسوقونهم سوق الخيل ويمنعونهم عن الانتشار. ويحتمل (¬3) أنّ الضّرب على الوجوه للتّعذيب لا بمعنى آخر، والضّرب على الأدبار للسّوق والحشر.
51 - {ذلِكَ:} إشارة إلى قوله: {وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} أو إلى تعقيب (¬4) المؤاخذة وترك المعاجلة.
53 - {لَمْ يَكُ:} لم يكن. وإنّما اختصّ الكون بالإخبار لاقتضائه الآنيّة العامّة.
وإنّما سقطت النّون؛ لأنّها تشبه (¬5) حروف المدّ واللّين في خفائها فجاز سقوطها بالجزم (¬6).
والمراد ب (النّعمة) سوى نعمة التّوفيق والشّكر. وقيل: نعمة التّوفيق داخلة فيه؛ لأنّ الله لا يخذل ولا يمنع التّوفيق إلاّ مع سوء الاختيار، لا يتقدّم هذا على ذلك ولا ذاك على هذا.
{ما بِأَنْفُسِهِمْ:} على أنفسهم من الشّكر، فتغييرهم الشّكر (¬7) تبديله بالكفر. وقيل:
(ما بأنفسهم): عند أنفسهم من النّعمة، وتغييرهم إيّاها تسبّبهم (¬8) لزوالها.
و (التّغيير): تبديل الكيفيّة في الحقيقة إلاّ أنّه يستعمل في تبديل الأعيان (¬9) مجازا كما يقال:
انقلب التّرح فرحا والبكاء ضحكا.
54 - وإنّما كرّر التّشبيه بدأب آل فرعون للحثّ على الاعتبار. وإنّما عيّن فرعون وإهلاكه (¬10) بالغرق؛ لأنّه أشدّ استفاضة من أخبار عاد وثمود والذين من قبلهم.
55 - {فَهُمْ:} الفاء لتعقيب امتناعهم في الحالة الثّانية كفرهم في الحالة الأولى (¬11).
¬_________
(¬1) ساقطة من ب، وبعدها في ك: أو، بدل (لو). وينظر: إعراب القرآن 2/ 190، والتبيان في تفسير القرآن 5/ 137، والكشاف 2/ 229.
(¬2) ينظر: البحر المحيط 4/ 502.
(¬3) بعدها في ك: على، وهي مقحمة.
(¬4) في ب: التعقيب.
(¬5) في ب: لا تشبه، بدل (لأنها تشبه).
(¬6) ينظر: التفسير الكبير 15/ 180.
(¬7) (فتغييرهم الشكر) ساقطة من ب. وينظر: تفسير البغوي 2/ 256.
(¬8) في ع: تسبيبهم.
(¬9) في ع: الأحيان.
(¬10) في ع: وأهلكه.
(¬11) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 142.