كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)

لأنّه لو كان دعوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقال: سأدعوكم.
{أَوَّلَ مَرَّةٍ:} أي: أوّل مرّة لما بعدها (¬1). وقيل: أراد بأوّل مرّة كراهتهم الخروج في غزوة بدر. وقيل (¬2): أراد تخلّفهم عن الحديبية قبل (¬3) غزوة خيبر وفتح الطّائف، وهذا أقرب.
{الْخالِفِينَ:} المتخلّفين (¬4)، قال موسى عليه السّلام (¬5) لأخيه هارون: {اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف:142]، وقال الله تعالى: {مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزّخرف:60].

84 - {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً:} نزلت في شأن ابن أبيّ بن (¬6) سلول، روي أنّه لمّا مرض مرضه الذي مات فيه دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحضر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: أما نهيتكم عن موالاة اليهود؟ قال: لم يوالهم سعد بن معاذ فمه (¬7)، ثمّ قال: إنما دعوتك لتستغفر لي ولم أدعك لتؤنّبني (¬8)، ثمّ سأله أن يعطيه قميصه الذي يلي جسده ليكفّن (¬9) فيه فأعطاه قميصه، فقيل: يا رسول الله أتعطي قميصك منافقا؟ قال (¬10): إنّ قميصي لن يغني عنه من الله شيئا وإنّي أؤمّل أن يدخل في الإسلام بهذا السّبب خلق كثير، فكان كما قال، أخلص وأحسن الإسلام يومئذ ألف من الخزرج (¬11).
{أَبَداً:} نصب على الظّرف (¬12).
و (القبر): الشّقّ في الأرض يدفن فيه الميّت (¬13).
والنّهي عن القيام على القبور؛ لأنّه فعل الأولياء والأحباب وأصحاب المصيبة والتّفجّع.

85 - {وَلا تُعْجِبْكَ:} خطابه، والمراد به كلّ واحد من أمّته (¬14).

86 - {أَنْ آمِنُوا:} ترجمة وبيان للسّورة.
¬_________
(¬1) ينظر: زاد المسير 3/ 325، والبحر المحيط 5/ 82.
(¬2) في ب: وقال.
(¬3) في الأصل: قيل.
(¬4) ينظر: العمدة في غريب القرآن 149، وتفسير البيضاوي 3/ 163، وروح المعاني 10/ 3؟؟؟.
(¬5) في ك: وسلم.
(¬6) ساقطة من ب.
(¬7) ساقطة من ب، ولعلها مقحمة.
(¬8) في ع وب: لتؤتيني.
(¬9) في ب: ليكفنه.
(¬10) في ك: فقال.
(¬11) ينظر: تفسير الطبري 10/ 262، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 463، والكشاف 2/ 298 - 299.
(¬12) ينظر: التبيان في إعراب القرآن 2/ 653.
(¬13) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 272.
(¬14) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 273، ومجمع البيان 5/ 100.

الصفحة 790