كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 1)

{أَنْ أَوْحَيْنا:} في محلّ الرّفع على أنّه اسم (كان) (¬1).
{إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ:} هو خيرة الله من خلقه خاتم النّبيّين أبو القاسم محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب (¬2).
{أَنْ أَنْذِرِ النّاسَ:} ترجمة للوحي (¬3).
{أَنْ:} بأنّ {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} (¬4): «منزلة رفيعة» (¬5). عن القتبيّ (¬6): ما قدّموه من عمل صالح، وعن (¬7) أبي سعيد الخدريّ: محمّد شفيع صدق لهم يوم القيامة (¬8)، وعن زيد بن أسلم أنّه (¬9) محمّد صلّى الله عليه وسلّم لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (أنا فرطكم على الحوض) (¬10).
{قالَ الْكافِرُونَ:} حكاية لقولهم الذي قالوه عند (¬11) تعجّبهم بالوحي النّازل على محمّد (¬12).

3 - {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ:} قال ابن سابط: يدبّر أمر الرّسالة أربعة أملاك: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السّلام، فأمّا جبريل فعلى (¬13) الرّياح والجنود وأما ميكائيل فعلى القطر والنّبات وأمّا ملك الموت فعلى الأنفس وأمّا إسرافيل فينزل عليهم بما يؤمرون (¬14). وهذا على المجاز، وهو في تفسير قوله: {فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً} (5) [النّازعات:5]، فأمّا حقيقة التّدبير فهي لله تعالى.
{ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ:} يكفي كلّ شيء ولا يكفيه شيء، ويغني عن كلّ شيء ولا يغني منه شيء.
¬_________
(¬1) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 457، وإعراب القرآن 2/ 244، ومشكل إعراب القرآن 1/ 339.
(¬2) ينظر: تفسير البغوي 2/ 343.
(¬3) ينظر: الكشاف 2/ 327، والتفسير الكبير 17/ 6، والبحر المحيط 5/ 126.
(¬4) ينظر: إعراب القرآن 2/ 244، والبحر المحيط 5/ 127.
(¬5) معاني القرآن وإعرابه 3/ 6، ومعاني القرآن الكريم 3/ 277، وتفسير البغوي 2/ 343.
(¬6) ينظر: تفسير غريب القرآن 194.
(¬7) النسخ الثلاث: عن، والواو ساقطة.
(¬8) ينظر: تفسير الطبري 11/ 109، والتبيان في تفسير القرآن 5/ 333، ومجمع البيان 5/ 153.
(¬9) في ب: أن، والهاء ساقطة. وينظر: تفسير الطبري 11/ 109.
(¬10) صحيح البخاري 5/ 2404، ومسلم 4/ 1792، والسنن الأبين 175 و 176.
(¬11) في ك: منذ.
(¬12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 334.
(¬13) النسخ الثلاث: فعل، وكذا ترد مرّتين قريبا.
(¬14) ينظر: زاد المسير 8/ 171، وتفسير القرطبي 8/ 308، والبحر المحيط 5/ 128.

الصفحة 812