كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

الحجة بمثلها.
{ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ:} لأنّهم لم يكونوا سمعوا بها أصلا، والثاني: أنّ علمهم لم يقع بها؛ لأنّ العلم بالخبر لا يقع إلا عند الإعجاز والتّواتر، ولم يحصل إلا بالقرآن.

51 - {لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً:} لّما اتّهموه أنّه يدّعي النّبوة ليزاحمهم، حسم أوهامهم بذلك.
{عَلَيْهِ:} أي: على الدعاء والإنذار.

52 - {يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ:} إنّما وعد درّ السماء على شريطة التّوبة والاستغفار؛ لاحتياجهم إلى ذلك، وقد ذهب وفدهم للاستقساء (¬1) على ما قدمنا.

53 - {بِبَيِّنَةٍ:} معجزة، التي توجب العلم ضرورة على سبيل الإلجاء، طالبوه بها جهلا منهم.
{عَنْ قَوْلِكَ:} بقولك. وضع (عن) مكان (الباء)، كما وضع (الباء) مكان (عن) في قوله: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان:59]، و {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ} [المعارج:1].
وقيل: معناه: {وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا} صادرين عن رأيك، وقولك. (¬2)

54 - {اِعْتَراكَ:} مسّك، وعرض لك، تقول (¬3): عروته، واعتريته، وعورته، واعتورته: إذا أتيته بطلب حاجة، (¬4) ومحلّه النّصب بالاستثناء.
{بِسُوءٍ:} بخبال (¬5) وجنون، وإنّما قالوا ذلك؛ لاعتقادهم أنّ النّفع والضّر من عندها. (¬6)
{قالَ:} هود عليه السّلام. (¬7)
{إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ:} أنّي بريء من آلهتكم.
{وَاِشْهَدُوا:} أنتم عليّ أنّي بريء من آلهتكم التي اتّخذتموها من دون الله.

55 - {فَكِيدُونِي:} أنتم وآلهتكم أجمعون، ولا تمهلوني، وإنّما قال ذلك ليعرّفهم عجزهم وعجزها، وينبّئهم على بطلان دعاويهم.
¬_________
(¬1) الأصول المخطوطة: الاستقصاء.
(¬2) ينظر: الكشاف 2/ 381، والبحر المحيط 6/ 167.
(¬3) ك: يقال.
(¬4) ينظر: تفسير غريب القرآن 204، ياقوتة الصراط 264، والغريبين 4/ 1265.
(¬5) ك: بخبل.
(¬6) ينظر: تفسير كتاب الله العزيز 2/ 231، ونظم الدرر 3/ 543، وروح المعاني 12/ 389.
(¬7) ينظر: مجمع البيان 5/ 219.

الصفحة 104