كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
56 - {آخِذٌ بِناصِيَتِها:} عبارة عن ملك الأمر والاستيلاء، والقدرة على وجوه التّصاريف، (¬1) والنّاصية: هي العرف. قال عليه السّلام: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» (¬2). وأنّ النّبيّ عليه السّلام حسر عمامته، ومسح على ناصيته (¬3). (¬4)
{إِنَّ رَبِّي عَلى} (160 و) {صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:} أي: فعله وقوله على قضيّة علمه وحكمته. (¬5)
57 - {فَإِنْ تَوَلَّوْا:} تتولّوا وتعرضوا. (¬6)
{فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ:} جواب للشّرط (¬7)، وكأنّه (¬8) قال: إن تعرضوا فلا عليّ، فإنّي قد قضيت ما عليّ.
{وَيَسْتَخْلِفُ:} يجوز أن يكون معطوفا على جواب الشّرط بالفاء، (¬9) ويجوز أن يكون مستأنفا. (¬10) والاستخلاف: اتخاذ الخليفة (¬11)، كالاستيزار (¬12) والاستقضاء.
{شَيْئاً:} في شيء. وقيل: لا تنقصونه (¬13) شيئا. (¬14)
{مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ:} إن أراد به الريح، (¬15) فهي جسم؛ لأنّها تشاهد إذا تلوّنت بالغبار، فغلظها تراكم أجزائها، وشدّة ائتلافها بخلاف الرّيح الطّيبة. وإن أراد به ما حصل من التّعذيب، فغلظه عظمته وشدّته وفخامته.
¬_________
(¬1) ينظر: غرائب القرآن ورغائب الفرقان 4/ 32، ونظم الدرر 3/ 544، وروح المعاني 12/ 389.
(¬2) أخرجه: فراس بن يحيى المكتب في مسانيده 132، والبخاري في صحيحه (2693)، ومسلم في صحيحه (987)، وعبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري في المنتقى 1/ 265.
(¬3) ك: ناصيتها.
(¬4) لم أجد الحديث بهذا النص، ولكن مسح الناصية قد ورد في أحاديث، منها حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه والذي أخرجه: مسلم في صحيحه (274)، الترمذي في السنن (100)، والروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني (369).
(¬5) ينظر: تفسير الماوردي 2/ 478.
(¬6) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 3/ 58، والوسيط 2/ 578، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 540، واللباب في علوم الكتاب 12/ 391.
(¬7) ك: الشرط.
(¬8) ع: فكأنه.
(¬9) ينظر: إعراب القرآن للنحاس 2/ 96، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 540، اللباب في علوم الكتاب 10/ 509.
(¬10) ينظر: اللباب في علوم الكتاب 10/ 509 وقال: وهو قول العامة، وروح المعاني 12/ 392.
(¬11) الأصل وع: للخليفة.
(¬12) ك: كالاستيزاره.
(¬13) ع: ينقصونه.
(¬14) ينظر: معاني القرآن الكريم 3/ 359، وروح المعاني 12/ 75.
(¬15) ينظر: نظم الدرر 3/ 545، وروح المعاني 12/ 393.