كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

وقيل: تقديره: أصلاتك تأمرك، وإيانا أن نترك ما يعبد آباؤنا، وتنهاك وإيّانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء. (¬1)
{الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ:} السّفيه الجاهل، (¬2) كقوله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان:49]. وقيل: هو على ظاهره، أي: كنت الحليم الرشيد حتى الآن، كقول ثمود لصالح: {كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا} [هود:62]. (¬3)

88 - {أَرَأَيْتُمْ:} المستفهم مضمر، (¬4) تقديره: أرأيتم إن كنت بهذه أكنت جاهلا؟ أو أرأيتم إن كنت بهذه الصّفة أكنتم تجيبونني؟ وفائدته: الاستدراك.

89 - {لا يَجْرِمَنَّكُمْ:} كقولك: لا تحملنّك مخالفتي على أن تدحرج نفسك من شاهق إلى بئر. (¬5)

90 - {وَاِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ:} أتى بالدعوة على سبيل التّرغيب، بعد الدعوة على سبيل التّرهيب؛ لتبلغ الدّعوة كلّ مبلغ، وتلزم (¬6) الحجة كلّ اللّزوم.
{وَدُودٌ:} متحبب، (¬7) في الحديث: «إنّ الله تعالى يتحبّب إلى عبده بالنّعم، والعبد يتمقّت إليه بالمعاصي» (¬8).

91 - لّما انقطعوا في المناظرة والجدال، أخذوا في السّفاهة (¬9)، عادة الجهّال، {قالُوا يا شُعَيْبُ.}
{ضَعِيفاً} (¬10): مكفوفا. (¬11)
{رَهْطُكَ:} عشيرتك. (¬12) والرّهط: ما دون العشرة من الأنفس. (¬13)
¬_________
(¬1) ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 25، وزاد المسير 4/ 115، والفتوحات الإلهية 2/ 417.
(¬2) ينظر: تفسير ابن وهب 1/ 369، تفسير الطبري 7/ 101 عن ابن زيد وابن جريج، والوسيط 2/ 586.
(¬3) ينظر: تفسير البغوي 4/ 195، وزاد المسير 4/ 116، والفتوحات الإلهية 2/ 417.
(¬4) ينظر: الكشاف 2/ 396، والمجيد في إعراب القرآن المجيد 60.
(¬5) ينظر: تفسير الطبري 7/ 102.
(¬6) الأصل وع: ويلزم.
(¬7) ينظر: ياقوتة الصراط 270، ورورح المعاني 12/ 440.
(¬8) ليس حديثا لكنه من قول المغيرة بن محمد بلفظ قريب، ينظر: الشكر لله 86، وهو من قول محمد بن علي بن الحسين (الباقر) أيضا، ينظر: الأمالي 641، وبحار الأنوار 46/ 303 - 304 و 73/ 18.
(¬9) الأصل وع: الشفاعة.
(¬10) ليس في ع.
(¬11) ينظر: تفسير الطبري 7/ 104 عن شريك وغيره، وتفسير الماوردي 2/ 449، والبحر المحيط 6/ 201.
(¬12) ينظر: تفسير الماوردي 2/ 499، ومجمع البيان 5/ 243.
(¬13) ينظر: الصحاح 3/ 1128، والنهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 283، ولسان العرب 7/ 305.

الصفحة 112