كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

11 - {ما لَكَ لا تَأْمَنّا:} كان يعقوب كان يتخوف على يوسف من (¬1) إخوته؛ لما كان يعلم من غيرتهم ومنافستهم، وكان لا يرسله معهم للحشّ، ولا التماشي، ويحبسه عند نفسه؛ فلذلك قالوا: {وَإِنّا لَهُ لَناصِحُونَ} على اعتقادهم أنّ إخراجه من بين أظهرهم خير له ولهم.
أرادوا بقولهم: {إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ:} حفظه وحبسه في البئر إلى أن يلتقطه بعض السيّارة.

13 - يقال: حزنني، وأحزنني. (¬2)
وإنّما خاف أكل الذئب، لأنّه كان رأى في المنام أنّ الذئب قد اختطفه. (¬3) وقيل: لأنّ الذئاب كانت كثيرة عادية (¬4) في أرض كنعان. (¬5) وإنّما أظهر هذه العلة دون تخوّفه من كيدهم للرّفق، وحسن العشرة.

14 - لما قالوا: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ} سكن إلى قولهم، وأحبّ أن يرسله معهم؛ لعلّ الله يؤلّف بينهم، ولئلا يزيدهم حقدا بردّهم خائبين.

15 - {وَأَوْحَيْنا:} واو مقحمة، (¬6) كما في قوله: {وَفُتِحَتْ أَبْوابُها} [الزمر:72]، {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات:103]. قيل: إيحاء جبريل. (¬7) وقيل: الإلهام. (¬8)
{إِلَيْهِ:} إلى يوسف. (¬9)
{لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ:} وهو قوله: {هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ (¬10)} وَأَخِيهِ [يوسف:89].

16 - {يَبْكُونَ:} يكلّفون البكاء، (¬11) كعادة (¬12) الجاني إذا تبرّأ [أكثر] (¬13) من البكاء.
¬_________
(¬1) ك: بين.
(¬2) ينظر: ما جاء على فعلت وأفعلت بمعنى واحد 34، والنهاية في غريب الأثر 1/ 380.
(¬3) ينظر: الكامل في التاريخ 1/ 139، وتفسير الماوردي 3/ 13، وتفسير غرائب القرآن 4/ 69، وضعف ابن عطية في المحرر 7/ 450 هذا القول؛ لأنه لو رأى ذلك لكان وحيا.
(¬4) الأصل وك وأ: عائدة.
(¬5) ينظر: فتح القدير 3/ 14، وتفسير الخازن 2/ 516، والتفسير الكبير 6/ 426.
(¬6) ينظر: كشف المشكلات وإيضاح المعضلات 1/ 544، والمحرر الوجيز 7/ 452 ورد هذا القول؛ لأنه ليس في القرآن شيء زائد، وفتح البيان 6/ 299، والبحر المديد في تفسير القرآن المجيد 3/ 262.
(¬7) ينظر: المحرر الوجيز 7/ 453، والبحر المديد 3/ 263.
(¬8) ينظر: التفسير الكبير 6/ 428، وفتح البيان 6/ 299، والمحرر الوجيز 7/ 453.
(¬9) ينظر: تفسير السمعاني 3/ 14، وتفسير البغوي 4/ 221، والمحرر الوجيز 7/ 453.
(¬10) بِيُوسُفَ غير موجودة في ع.
(¬11) ينظر: تفسير البيضاوي 158، والمحرر الوجيز 7/ 455.
(¬12) ع وأ: كفارة.
(¬13) زيادة يقتضيها السياق.

الصفحة 123