كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
لا يشهد عليه أحد سواه.
67 - {وَاُدْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ:} تخوفا من العين. وقال جبريل عليه السّلام لنبينا عليه السّلام: يا محمد، (169 و) صدّق بالعين؛ فإنّ العين حق. (¬1)
68 - {ما كانَ:} أبوهم.
{يُغْنِي عَنْهُمْ:} من قضاء الله وقدره شيئا بتحذيره إياهم العين.
{إِلاّ حاجَةً:} لكن تحذيره حاجة.
{فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها:} أمضاها، وأظهرها. والحاجة: قضية النفس، جمعه حوائج.
وقيل: أصله حائجة. (¬2)
{لِما عَلَّمْناهُ:} لتعليمنا إياه، وللذي علّمناه من الأنبياء.
69 - {آوى إِلَيْهِ أَخاهُ:} قيل: إن يوسف أقعدهم على مائدته، وأخذ كل اثنين قصعة، وجلس بنيامين وحيدا، فسأله يوسف عن حاله؟ فقال: إني مصاب بأخي من أمي، فبقيت فردا، فرقّ عليه يوسف عليه السّلام، وضمه إلى نفسه على المائدة، [وقال] (¬3): أنا وحيد مثلك، ثم تعرف إليه، وقال: لا تبتئس، ولا تكتئب بصنيعهم إليّ، فإن الله قد عصمني، ونصرني، فاستبشر بنيامين بقول أخيه، وسكن إليه، ولم يظهر ذلك على سائر إخوته؛ لاستيحاشه. (¬4)
70 - {جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ:} روي: أن بنيامين لما عرف يوسف، ووجده بعد اليأس، اشتد عليه فراقه، وأحب المقام معه، فطلب من يوسف أن يمسكه، فقال له يوسف: قد علمت ما فيه أبونا من الحزن والغم، ولا يمكنني حبسك إلا بأن أتهمك بما لا يحل. قال: لا أبالي بما اتهمتني به، ولست براجع معهم، وفكر (¬5) يوسف في ذلك، فألهمه الله تعالى هذه الحيلة؛ ليتم قضاؤه في ابتلاء آل يعقوب. (¬6)
و {السِّقايَةَ:} مكيال الملك، عن مجاهد. وعن أبي عبيدة (¬7): مكيال كان يسمى: سقاية.
¬_________
(¬1) هو جزء من حديث طويل، ينظر: من حديث خيثمة 1/ 204، وتاريخ دمشق 24/ 461، وتفسير ابن كثير 4/ 528، وكنز العمال 10/ 108، عن علي بن أبي طالب.
(¬2) ينظر: العين (عطو)، ولسان العرب 2/ 242.
(¬3) سواد في الأصل.
(¬4) ينظر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 1/ 316.
(¬5) ع وأ: فذكر.
(¬6) ينظر: اللباب في علوم الكتاب 11/ 159 - 160، وقصص الأنبياء 115.
(¬7) معمر بن المثنى التيمي مولاهم، البصري النحوي، توفي سنة 210 هـ. ينظر: مراتب النحويين 44، والفهرست 58، ونزهة الألباء 84.