كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

{تُفَنِّدُونِ:} نسبة إلى الفند، وهو الخرف (¬1)، وضعف الرأي، فكأنّه يقول: إني لأفندكم علما بوجودي ريح يوسف لولا تفنيدكم إياي؛ وذلك لامتناع وقوع العلم لهم بصدق مخبره بعد تفنيدهم إياه.

95 - {إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ:} قول أولاده أولاده، ضللوه مثل آبائهم من قبل.
{الْقَدِيمِ:} المقدم كونه.

96 - {جاءَ الْبَشِيرُ:} هو الذي كان ابتدأ بقوله: {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف:17]، وبقوله: {إِنَّ اِبْنَكَ سَرَقَ} [يوسف:81]. وقيل: هو الذي كان تخلف بأرض مصر، وقال:
{فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} [يوسف:80].

98 - (¬2) عجّل يوسف الاستغفار عند اعترافهم، وأرجأ (¬3) يعقوب استغفارهم بسوف عند مطالبتهم إياه به؛ لانتفاع من المصلحة، وهذا مثل في وقار المشايخ.

99 - دخلوا عليه في ناحيته ومعسكره، وكان قد استقبلهم في الطريق (171 و) واستقبلهم (¬4) فرعون كذلك إكراما ليوسف.
والمراد بأبويه: أبوه، وخالته، وهي بعض إخوته، ولفظة: {اُدْخُلُوا،} على معنى الخبر، كقول الشاعر (¬5) [من الوافر]:
لدوا للموت وابنوا للخراب …. . .
ولذلك دخله الاستثناء. وقيل: الاستثناء للأمن لا للدخول. (¬6)
{آمِنِينَ:} نصب على الحال، وذكر الأمن لئلا يظن إخوته أنهم يكونون في مصر كالأسارى والأرقاء.

100 - {أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ:} ذكر السجن، ولم يذكر البئر؛ لأن البئر كانت سجنا كذلك، فالاسم مشتمل عليهما. وقيل: لئلا يخجل إخوته. (¬7)
{مِنَ الْبَدْوِ:} البادية.
¬_________
(¬1) ع: الخوف.
(¬2) قوله تعالى: قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي
(¬3) ك: رجا.
(¬4) ساقطة من ع.
(¬5) لأكثر من شاعر منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبو العتاهية، وصفي الدين الحلي، ومطلعه عند علي بن أبي طالب هو: له ملك كل يوم ينادي. . .، وعجزه عند أبي العتاهية:. . . فكلّكم يصير إلى الذهاب.
(¬6) ينظر: تفسير الخازن 2/ 556، وتفسير البغوي 3/ 417، وتفسير البيضاوي 3/ 177، وحاشية زاده 5/ 79.
(¬7) ينظر: تفسير الخازن 2/ 557، واللباب في علوم الكتاب 11/ 216 - 217، والبحر المديد 3/ 308، وتيسير التفسير 6/ 229.

الصفحة 145