كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

«لولا عفو الله، وتجاوزه ما هنّأ (¬1) أحدا عيش، ولولا وعيده وعقابه لا تّكل كلّ أحد (¬2)» (¬3).

7 - {لَوْلا أُنْزِلَ:} (¬4) آية (¬5) ملجئة من الله (¬6).
{إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ:} قال قتادة: إنّما أنت منذر وهاد لكلّ قوم، ولست بملجئ قاهر. وقال مجاهد: إنّما أنت منذر، ولست بملجئ ولا قاهر.
{وَلِكُلِّ قَوْمٍ:} فيما مضى كان هاد ومنذر مثلك. وقيل: إنّما أنت منذر، ولست بقادر على إنزال الآيات، وخلق الهداية فيهم. ولكل قوم هاد واحد لا ثاني له. (¬7)
اتصال ما بعدها بها من حيث تكرار التعريف، والتنبيه على التوحيد.

8 - {ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى:} ماهية وكيفية.
{وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ} (¬8): كمية وتغيّر.
{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ:} دليل أنّ الكمية متناهية إلى المقدار.

9 - {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ:} قيل: خمس لا يعلمها إلا الله، وهو قوله: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ} الآية [لقمان:34]. (¬9)

10 - {سارِبٌ} (¬10): خارج، يقال: ضلّ سربه، أي: طريقه.

11 - {لَهُ:} عائد إلى الرجلين، ممّن أسرّ القول، أو جهر، أو من استخفى بالليل وسرب بالنهار.
{مُعَقِّباتٌ:} جماعات من الملائكة تعقب جماعة جماعة، وتعقيب بعضهم بعضا.
¬_________
(¬1) بياض في أ.
(¬2) الأصل وع وأ: واحد. ينظر: كتب التخريج.
(¬3) ينظر: تفسير ابن أبي حاتم (12145)، وتفسير القرطبي 9/ 285، والمغني عن حمل الأسفار (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين) 4/ 181.
(¬4) ك: لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ.
(¬5) أ: أي.
(¬6) ك وع وأ: من ربه.
(¬7) ينظر: التفسير الكبير 7/ 14، واللباب في علوم الكتاب 11/ 258.
(¬8) الأصل وع وأ: حذفت كلمة ما من الآية.
(¬9) وهذا القول يدل عليه الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند (4766)، والبخاري في صحيحه (1039)، والبغوي في شرح السنة (1170) عن عبد الله بن عمر.
(¬10) ك: وَسارِبٌ.

الصفحة 149