كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

(¬1)
16 - فائدة قوله: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} الإفحام. وفائدة الإتيان بالجواب هو الإثبات بعد الزوال، أو بمعنى الاستفهام، وهو متّصل بما مضى.
{شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ:} أي: خالقين مثله.
{فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ:} أي: التبس عليهم أقسام المخلوقات، فأوجب ذلك الالتباس عبادتهم، وإشراكهم بالله.
{قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ:} أخبرنا من طريق الوحي: أنّه خالق الظلمات والنور، والمنافع والمضارّ، والخير والشرّ، والحسن والقبيح، والصامت والناطق، وهو خالق أفعال العباد من الطاعة (¬2) والمعصية، (173 و) والمباح والمضطرّ إليه، وما يخطر ببالهم، لا خالق على سبيل الابتداء والإيجاد إلا هو الله (¬3) الواحد القهّار.

17 - {أَوْدِيَةٌ:} جمع واد، كناد وأندية.
{بِقَدَرِها} (¬4): بمقدارها الذي يسعه، ويحتمله.
{السَّيْلُ:} ما يسيل من الماء فوق عادته.
{زَبَداً رابِياً:} فالزّبد: ما يجتمع على وجه الماء (¬5) من الوسخ والدرن. والربوّ: النموّ، ونما الزبد بانتفاخه وطفوه.
{وَمِمّا يُوقِدُونَ (¬6)} عَلَيْهِ فِي النّارِ: واو الاستئناف، أي: ومن الأشياء التي يذيبونها بالنار؛ ليتّخذوا منها حليّا وأمتعة زبدا مثل: زبد الهليل.
{كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ:} أي: المثل الحقّ، والمثل الباطل.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً:} أي: كلّ واحد من الزبدين يزول على وجه ما تريد عليه متلاشيا، فيصفوا ما تحته، كما تصحو السماء إذا انقشع عنها الغيم.
¬_________
(¬1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3061) و (4847)، والإمام أحمد في المسند، والدارمي (1461)، والبزار في مسنده (3903).
(¬2) ع: الطاغية.
(¬3) لفظ الجلالة في ك غير موجود.
(¬4) ك: مقدارها.
(¬5) (فوق عادته. . . وجه الماء)، ساقطة من أ.
(¬6) ع وك: (توقدون) على قراءة ابن عامر ونافع وعاصم من رواية أبي بكر، ينظر: السبعة 358، والتذكرة في القراءات 318، والرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة 469.

الصفحة 152