كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

كالتوعّد (¬1) والإيعاد، فإنّ (إذ) (¬2) قائم مقام الجزاء، فحواه (¬3): فلا يضرّونه شيئا، فإنّه غير مفتقر إلى إيمانكم وحمدكم.

9 - {أَلَمْ يَأْتِكُمْ:} حكاية عن موسى (¬4). وقيل: خطاب لهذه الأمة. (¬5)
{وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ:} الأمم المنقرضة في مشارق الأرض ومغاربها، درست آثارهم وانقطعت أخبارهم.
{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ:} عضّوا أناملهم غيظا. ويحتمل: معنى التعجب على ما جرت به العادة في العامّة، كصكّ الوجه. ويحتمل: معنى الأهلال بالسكوت على سبيل الإشارة. (¬6) ويحتمل: معنى الامتناع عن الإقرار على سبيل التشبيه، أي: كأنّهم أخذوا على أفواههم متناكبين عن الإيمان والإقرار. ويحتمل: منعهم الرسل عن النطق على سبيل التشبيه، فكأنّهم وضعوا أيديهم على أفواه الرسل، وأسكتوهم. (¬7) ويحتمل: معنى ردّهم الشيء القريب.

10 - {مِنْ ذُنُوبِكُمْ:} أي: شيئا، أو كثيرا، أو الكل من ذنوبكم.
{وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى:} أي: صرف العذاب العاجل عنهم، وتعميرهم إلى الموت المعهود.
{بِسُلْطانٍ مُبِينٍ:} آية ملجئة التي توجب العلم مشاهدة.

11 - {إِنْ نَحْنُ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ:} سلّموا للإنصاف في الجدال بما استدركوا الغلط في سائر دعاويهم بإثبات المشيئة لله في تفضيل بعض البشر على بعض بالخصال الحميدة؛ لإفحامهم في الجدال لعجزهم عن إنكار المشاهدة.

14 - {خافَ مَقامِي:} أي: مقامه بين يديّ يوم العرض الأكبر، ولقد صدق (¬8) وعده لرسله، وللخائفين مقامه، والخائفين وعيده، أولياء رسول الله، والخلفاء، والأئمة.
¬_________
(¬1) ك: كالتعود.
(¬2) الأصول المخطوطة: الله. وهو تحريف.
(¬3) ساقطة من ع.
(¬4) أ: طوسي.
(¬5) ينظر: تفسير ابن كثير 2/ 525، وروح المعاني 7/ 182.
(¬6) قال الزمخشري في الكشاف 2/ 510: ((أو أشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به)). وينظر: بصائر ذوي التمييز 3/ 59.
(¬7) ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 69، وكشف المشكلات إيضاح المعضلات 2/ 6، وبصائر ذوي التمييز 3/ 60.
(¬8) ساقطة من ع.

الصفحة 159