كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

قال: إنّ الرجل ليعرق حتى يسبح في عرقه، ثم يدفعه العرق حتى يلحمه. قال: وما ذلك إلا ما يرى الناس يفعل بهم، قال: فقال ابن عمر: هذا للكفار، فما للمؤمنين؟ فقلنا: الله أعلم، وما ندري!، قال: فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، حدثكم أوّل الحديث، ولم يحدّثكم آخره، إنّ للمؤمنين كراسي يجلسون عليها، ويظلّ عليهم (¬1) الغمام، ويكون يوم القيامة عليهم كساعة من نهار، أو أحد طرفيه. (¬2)

22 - {بِمُصْرِخِكُمْ:} بمغيثكم، وناصركم.
{بِما أَشْرَكْتُمُونِ} (¬3): بمن أشركتموني به، يعني: الله، عن الفراء. (¬4) وقيل:
(176 و) بإشراككم إيّاي، لم أعتقد في نفسي ما اعتقدتم فيّ. (¬5) وإنما يقّيض الشيطان لهذا القول زيادة في التعيير واللوم والتقريع.

24 - {مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً:} هذا مثل الإيمان، وقيل: المراد بالشجرة الطيبة: النخلة، (¬6) وإنّما شبّه الإنسان [بها] (¬7) من حيث تهلك بقطع رأسها، وأنّها تحمل بالإلقاح. (¬8) وقال عليه السّلام: «أكرموا عمّتكم النخلة». (¬9) وروي: أنّ النخلة خلقت من فضلة طينة آدم. (¬10) وقيل:
إنّ البعير خلق من تلك الفضلة أيضا. وروي: أنّه عليه السّلام خرج على أصحابه، وهم يذكرون الشجرة الطيبة، فقال عليه السّلام: «ذلك المؤمن أصله في الأرض، وفرعه في السماء».
{كُلَّ حِينٍ:} ستة أشهر.

26 - وقيل: {كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ:} كلمة الكفر.
{كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (¬11): الحنظلة. (¬12)
¬_________
(¬1) (يظل عليها)، ساقطة من أ.
(¬2) ينظر: حلية الأولياء 8/ 126 من حديث ابن عمرو، وليس من حديث ابن عمر.
(¬3) الأصول المخطوطة: أشركتموني.
(¬4) ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 76.
(¬5) ينظر: تفسير الثعالبي 3/ 380.
(¬6) ينظر: أمثال الحديث 72، وفتح الباري 8/ 378، الأمثال في القرآن 37.
(¬7) زيادة يقتضيها السياق.
(¬8) ينظر: الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 1/ 98، ومغني المحتاج 2/ 323.
(¬9) ينظر: الغماز على اللماز في الأحاديث المشتهرة:32، والنوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة:246، وكشف الخفاء 1/ 195.
(¬10) ينظر: الموضوعات لابن الجوزي (385) و (386)، واللآلئ المصنوعة 1/ 155، وتنزيه الشريعة 1/ 209. وقال الصديق الغماري في كتابه المغيرة 32: الأصل في هذا نقول نقلت عن كتب الإسرائيليات رفعها الكذابون.
(¬11) (كلمة الكفر. كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ)، غير موجودة في ع.
(¬12) جزء من حديث للنبي عليه السّلام، ينظر: مسند ابن الجعد 170، سنن الترمذي (3119)، وأمثال الحديث 72، وصحيح ابن حبان (475).

الصفحة 162