كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

وكذلك عند بيانه معنى كلمة (طوبى) في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ} [الرعد:29]، يقول: «اسم على وزن فعلى، وهو اسم جامع لكل ما يستطاب، فكأنها الحياة الطيبة بروح الاتحاد» (¬1).
ففي هذين المثالين بين وزن الكلمة ليوضح معنى كل منهما وما فيهما من معنى يدل عليه، ففي الأولى معنى المبالغة، وفي الأخرى معنى الجمع لكل ما يستطاب.
ج-ونجده يذكر اختلاف البصريين والكوفيين في أصل كلمة: فعند حديثه عن أصل كلمة (التوراة) في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آل عمران:3]، يقول: «أصل التوراة عند الكوفيّين: تورية بوزن توصية، فلمّا أخرجوا اللفظ من حيّز الأفعال إلى الأسماء نقلوا حركة عين الفعل إلى الفتحة، فانقلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها»، ويذكر أصلها عند البصريين فيقول: «وعند البصريين وزن التوراة: وورية كقوصرة، قلبت الواو الأولى تاء، كما في تولج، مشتق من الإيراء» (¬2).
د-يبيّن الفرق بين معنى كلمتين لهما اعتمادا على وزن الكلمة: فمن ذلك ما جاء في تفسير قول الله تعالى: {تَبْغُونَها عِوَجاً} [آل عمران:99]، إذ يقول: «والعوج، بكسر العين:
الزيغ في الرأي، والعوج، بالفتح: الميل فيما يكون منتصبا» (¬3). وكذلك عند تفسيره قول الله تعالى: [آل عمران:170] يقول: «و (الفرح): السّرور. و (الفرح): ذو الفرح، كالورع والوجل» (¬4). فكلا الكلمتين لهما الصورة نفسها، لكنهما مختلفتان في الوزن، لكنه لم يذكر وزن الكلمة.
هـ‍-يوضح كلمة بكلمة أخرى أكثر شهرة منها ومشتركة معها بالوزن: ومثالها ما جاء في تفسير قول الله تعالى: {أَوْ كانُوا غُزًّى} [آل عمران:156]، فيقول: «جمع غازي، كركع وسجد، جمع راكع وساجد» (¬5).
و-أحيانا يبين مفرد الكلمة: فعند حديثه عن كلمة (الآلاء) في قول الله تعالى: {فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ} [الأعراف:69]، يقول: «الآلاء: النعماء، واحدها ألى وإلى» (¬6). وكذلك عند تفسيره قول الله تعالى: {أَراذِلُنا} [هود:27]، يقول: «جمع أرذل، وأرذال جمع رذل: وهو النذل الخسيس» (¬7). وكذلك يبين مفرد (أفئدة) في قوله تعالى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ} [إبراهيم:37]، فيقول: «واحدها فؤاد»» (¬8).
¬_________
(¬1) درج الدرر 81.
(¬2) الأصل (60 و).
(¬3) الأصل (69 و).
(¬4) الأصل (78 و).
(¬5) الأصل (77 و).
(¬6) الأصل (118 و).
(¬7) درج الدرر 11.
(¬8) درج الدرر 95.

الصفحة 42