كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

الفصيح، قال الشاعر (¬1): [من البسيط]
عاد الأذلّة في دار وكان بها … هرت الشّقاشق ظلاّمون للجند
والمرت مفازة لا ماء فيها ولا كلأ، قال الشاعر (¬2): [من البسيط]
أنّى طربت ولا تلحي على طرب … ودون إلفك أمرات أماليس» (¬3)
وفي تفسيره قول الله تعالى: {بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ} [البقرة:112]: يقول: «وإسلام الوجه للشيء صرف الإقبال إليه، وتسليم النفس، وتفويض الأمر، ومنه يقال في عقد السلم:
أسلم كذا وكذا إليه. وهذه صفة المسلمين دون اليهود والنصارى، قال زيد بن عمرو بن نفيل (¬4): [من المتقارب]
وأسلمت وجهي لمن أسلمت … له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة … أطاعت فصبّت عليها سجالا» (¬5)
2 - ويستشهد بالشعر على أن الاختصار على حرف من الكلمة مشهورة في لغة العرب:
وذلك عند تفسير قول الله تعالى: {الم} [البقرة:1]، وقد استشهد بأكثر من بيت:
قال الشاعر (¬6): [من الرجز]
نادوهم أن ألحموا ألا تا … قالوا جميعا كلّهم ألا فا
وقال آخر (¬7): [من الرّجز]
بالخير خيرات وإن شرّا فا … ولا أريد الشّرّ إلاّ أن تا
وذلك تأكيدا على قول من قال: إن لكل حرف من هذه الأحرف معنى خاصّا. (¬8)
2 - الاستشهاد النحوي: نجد أن المؤلف يستشهد في بعض الأحيان على إعراب الكلمة، فمثلا عند تفسيره قول الله تعالى: {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ} [البقرة:177] ينقل قول الفراء: {مَنْ آمَنَ بِاللهِ} خبر (البرّ)، على الاكتفاء بالمعنى الدالّ في الاسم على المصدر، كما قيل (¬9): [من الوافر]
¬_________
(¬1) ابن مقبل، تاج العروس 1/ 595، وفيه: للجزر بدل (للجند).
(¬2) المتلمّس الضّبعي، ينظر: الأغاني 24/ 239.
(¬3) الأصل (8 ظ).
(¬4) ينظر: السيرة النبوية 1/ 151، والبداية والنهاية 2/ 300.
(¬5) الأصل (29 ظ).
(¬6) أراد: ألا تركبون، قالوا: ألا فاركبوا. والبيت بلا عزو في زاد المسير 1/ 17، وتفسير القرطي 1/ 156، وشرح شواهد الشافية 264.
(¬7) يريد: إن شرّا فشرّ، ولا يريد الشّرّ إلاّ أن تشاء، والبيت بلا عزو في الكامل في اللغة والأدب 1/ 245، وعزي إلى زهير في شفاء العليل 3/ 1134 ولم أقف عليه في شرح ديوانه، وعزي إلى لقيم بن أوس في شرح شواهد الشافية 264.
(¬8) الأصل (2 ظ).
(¬9) بلا عزو في أمالي المرتضى 1/ 38، وكنز الفوائد 292، ورواية البيت فيهما: قليل عيبه والعيب جمّ ولكنّ الغنى ربّ غفور والمراد: ولكنّ الغنى غنى ربّ.

الصفحة 44