كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

قليل همّه والعيب جمّ … ولكنّ الغنى ربّ كريم (¬1)
وعند تفسيره قول الله تعالى: {وَأُخْرى} [آل عمران:13]: رفع على سبيل الابتداء، كأنّك قلت: إحداهما، فيستشهد بقول الشاعر: [من الطويل]
إذا متّ كان النّاس نصفين شامت … وآخر مثن بالذي كنت أصنع (¬2)
ويتحدث عن (حتى) في قول الله تعالى: {حَتّى تَتَّبِعَ} بأن يقدر بعدها (أن) الناصبة، وبعد أن يستشهد بآية، يستشهد بقول الشاعر: [من الطويل]
وتنكر يوم الرّوع ألوان خيلنا … من الدّم حتّى تحسب الجون أشقرا (¬3)
3 - الاستشهاد على معنى بلاغي: في تفسير قول الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (154) [البقرة:154]، يقول: «واختلفوا في حياة الشهداء، فمن الناس من ذهب إلى المجاز، وإلى بقاء ذكرهم، والثناء عليهم، كما في قول الشاعر (¬4): [من البسيط]
موت التّقيّ حياة لا انقضاء لها … قد مات قوم وهم في النّاس أحياء»» (¬5)
وفي قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة:107]، هنا يخرج الاستفهام من معناه إلى معنى الإثبات، ويستشهد بقول جرير (¬6):
ألستم خير من ركب المطايا … وأندى العالمين بطون راح (¬7)
ويستشهد بقول الشاعر:
لدوا للموت وابنوا للخراب …. . .
على أن الأمر في قوله تعالى: {وَقالَ اُدْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ} [يوسف:99]، خرج من معناه الأصلي إلى معنى الخبر (¬8).
4 - الاستشهاد بالشعر على معنى عقدي: ففي تفسيره قول الله تعالى: {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة:15]، أخرج الاستئهزاء من معناه الحقيقي إلى المعنى المجازي، فقال: «يجازيهم على استهزائهم»، واستشهد بقول الشاعر (¬9): [من الوافر]
¬_________
(¬1) الأصل (40 ظ).
(¬2) الأصل (62 و).
(¬3) الأصل (31 و).
(¬4) عزي إلى سابق البربري في زهر الأكم في الأمثال والحكم 1/ 408، وهو بلا عزو في تاريخ بغداد 13/ 207، والمستطرف 1/ 313.
(¬5) الأصل (38 و).
(¬6) شرح ديوانه 89.
(¬7) الأصل (7 ظ).
(¬8) درج الدرر 70.
(¬9) عمرو بن كلثوم، ديوانه 76.

الصفحة 45