كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

واختلافها معزوّا للناقلة».
والقراءات القرآنية هي جزء من الأحرف السبعة التي جاء بها الحديث الشريف عن النبي عليه السّلام: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف»، فالأحرف السبع هي أعمّ من القراءات، قال مكي بن طالب رحمه الله: «فإن سأل سائل فقال: هل القراءات السبعة التي يقرأ بها الناس اليوم، وتنسب إلى الأئمة، هي الأحرف السبعة التي أباح النبي صلّى الله عليه وسلّم القراءة بها. . . أو هي بعضها، أو هي واحدة منها؟ فالجواب أن هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان، الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما خالف خطه. .». (¬1)
والقراءات القرآنية على أنواع ستة هي (¬2):
النوع الأول: القراءات المتواترة: وهي التي نقلت جمعا عن جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه.
النوع الثاني: القراءات المشهورة: وهي ما صح سندها، ولم تبلغ درجة التواتر، ووافقت العربية والرسم العثماني، واشتهرت عند القرّاء، فلم يعدوها من الغلط، ولا من الشذوذ، ويقرأ به.
النوع الثالث: القراءات الآحاد: وهي ما صح سندها، وخالفت الرسم العثماني أو العربية، ولا يقرأ به.
النوع الرابع: القراءات الشاذة، وهي ما لم يصح سنده.
النوع الخامس: القراءات الموضوعة.
النوع السادس: المدرج: وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير.
وبناء على هذا التقسيم السداسي قسمت القراءة إلى قسمين:
الأول: القراءة المقبولة، وتشمل: المتواترة والمشهورة.
الثاني: القراءة غير المقبولة، وتشمل الأنواع الأخرى.
فحكم القسم الأول هو جواز القراءة بها، وتجزئ في الصلاة، أما القسم الثاني فلا يعدّ قرآنا، ولا تجوز القراءة بها في الصلاة ولا خارجها، لكن يحتج بها في اللغة والإعراب والتفسير.
رغم أهمية القراءات القرآنية في تفسير القرآن وفهمه، نجد أن المؤلف رحمه الله تعالى لم يولها اهتماما يذكر، إلا أنّه ذكرها في مواضع نادرة جدا، ومن هذه المواضع:
1 - ففي حديثه عن قوله تعالى: {ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ} [آل عمران:66] يقول:
¬_________
(¬1) ينظر: الإبانة عن معاني القراءات 21.
(¬2) ينظر: النشر في القراءات العشر 1/ 386، والإتقان 1/ 203 - 204.

الصفحة 58