كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
سورة الحديد
مدنيّة. (¬1)
وهي ثمان وعشرون آية في [عدد] (¬2) أهل الحجاز والشّام. (¬3) (304 ظ).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
3 - {هُوَ الْأَوَّلُ:} لمستقرّ (¬4) الأحوال.
{وَالْآخِرُ:} لقوية (¬5) الآجال.
{وَالظّاهِرُ:} بالقدرة والجلال. (¬6)
{وَالْباطِنُ:} بأن لا ينال.
(¬7) وهو معنا أينما كنّا من غير حلول في المحالّ، ولا انتقال، ولا ارتحال.
10 - عن زيد بن أسلم، عنه عليه السّلام: «سيأتي قوم بعدكم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم»، فقيل: يا رسول الله، نحن أفضل أم هم؟ قال: «لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ (¬8) أحدهم (¬9) ولا نصيفه»، فرقت هذه الآية بيننا وبين النّاس {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ} الآية. (¬10)
12 - {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ:} اقتصار على أحد طرفي الكلام. (¬11) ويحتمل: أنّ الذي يتقدّمهم نور إيمانهم، والذي عن أيمانهم نور أعمالهم الصّالحة، فلا يحتاجون (¬12) إلى نور آخر. (¬13) قوله: {رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا} [التحريم:8] أي: اجعله باقيا معنا إلى أن ينتهي بنا
¬_________
(¬1) زاد المسير 7/ 324 عن ابن عباس والحسن مجاهد وغيرهم، والدر المنثور 8/ 46 عن ابن عباس وابن الزبير.
(¬2) ساقطة من الأصل وأ.
(¬3) وعدد آيها عند البصريين والكوفيين تسع وعشرون آية. البيان في عد آي القرآن 241، والتخليص في القراءات الثمان 529، وجمال القراء 2/ 549.
(¬4) ع: لسعة، وفي أ: استقر.
(¬5) أ: لقوم. ولعلها: لتقويم الآجال، أي: تحديدها.
(¬6) ينظر: زاد المسير 7/ 343.
(¬7) قوله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ.
(¬8) ك وع وأ: حد.
(¬9) الأصول المخطوطة: أحدكم. والتصويب من كتب التخريج.
(¬10) أخرجه السمرقندي في تفسيره 3/ 382.
(¬11) ينظر: الدر المصون 6/ 275، وجعله على قول من قال: إن الباء بمعنى عن.
(¬12) الأصول المخطوطة: يحتاجوا.
(¬13) ينظر: تفسير السمرقندي 3/ 383، وتفسير أبي السعود 8/ 207.