كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
سبيل التّناجي إذا خرجت سريّة من المسلمين، فكان (¬1) يحزن من ذلك أولياء الغزاة، ويظنّون أنّهم سمعوا مكروها من جهة الغزاة، أو عندهم خبر سبق، فنهاهم الله عن ذلك، فلم ينتهوا، فأنزل الله. (¬2)
وعن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يهود فقالوا (¬3): السّام عليكم با أبا القاسم، قالت عائشة: فقلت: عليكم السّام ونلت منهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يحبّ الفحش والتّفحّش»، قالت: أو ما سمعتهم يقولون: السّام عليك؟ قال عليه السّلام: أو ما تسمعينني ما أقول؟ عليكم، فأنزل الله: {وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ.} (¬4)
11 - {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ:} نزلت فيمن لم يتفسّح لثابت بن قيس. (¬5)
التّفسّح: التّوسّع في المجلس، والفسحة: الوسعة. (¬6)
{يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ:} قبوركم، (¬7) أو يبارك لكم في مجلسكم.
{وَإِذا قِيلَ اُنْشُزُوا:} انهضوا للعدوّ. (¬8) وقيل: قيام الرّجل عن المجلس لمن هو أفضل منه قرآنا وعلما.
12 و 13 - وعن مجاهد في قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً} قال: نهوا عن مناجاة النّبيّ عليه السّلام إلا يقدّموا صدقة، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب قدّم دينارا، أو تصدّق به، ثمّ أنزل الله: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ} فشقّ ذلك على المسلمين، فوضعت، وأمر بمناجاته بغير صدقة. (¬9)
14 - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا. . .} الآيات: نزلت الآيات في المنافقين الذين كانوا يتولّون اليهود والمشركين في الشّرّ. (¬10)
¬_________
(¬1) ساقطة من أ.
(¬2) ينظر: تفسير السمعاني 5/ 376، وتفسير القرطبي 17/ 291 عن ابن عباس.
(¬3) أ: وقالوا.
(¬4) أخرجه إسحاق بن راهويه 3/ 815، ومسلم في الصحيح (2165)، والنسائي في الكبرى (11571).
(¬5) ينظر: مجمع البيان 9/ 321، وزاد المسير 8/ 10، وتفسير البغوي 8/ 57 عن الكلبي.
(¬6) ينظر: القاموس المحيط 1/ 996، والمحيط والمحكم الأعظم 3/ 305، ولسان العرب 2/ 543.
(¬7) تفسير القرطبي 17/ 299.
(¬8) ينظر: زاد المسير 8/ 11 عن الحسن، وتفسير غريب القرآن لابن الملقن 454.
(¬9) تفسير مجاهد 660 - 661.
(¬10) ينظر: تفسير الطبري 12/ 23 عن قتادة وابن زيد، وزاد المسير 8/ 13، وتفسير مبهمات القرآن 2/ 580.